رأينا
للجيش العربي مكانة أثيرة في قلب الملك تبدت بوضوح في كتابه «فرصتنا الأخيرة» الذي قدم فيه جلالته جانباً من مذكراته الشخصية وتجربته الحياتية، والملك يعرف التضحيات التي يبذلها أبناء الجيش العربي وهمومهم وطموحاتهم وكيف يفكرون، فالحياة العسكرية تمكن رفاق السلاح من التوافق على طريقة للتفاهم لا تحتاج إلى الكلمات في كثير من الأحيان، فهو شعور مكثف يتشاركون فيه لأنهم عاشوا فترات طويلة من حياتهم على ذمة الفداء للوطن والمواطن، ولذلك فالملك لا يمكن أن ينسى أبناء الجيش العربي سواء العاملين أو المتقاعدين، وتأبى مروءة المل? ومن ورائه الأردنيون جميعاً إلا أن يتفقدهم جلالته، وخاصة المتقاعدين منهم، بما يشعرهم بحرص واهتمام جلالته تقديراً لعطائهم وتضحياتهم للوطن.
بهذه المشاعر تابع ولي العهد الحسين بن عبدالله سير إعداد برنامج مخصص لدعم المتقاعدين العسكريين تنفيذاً للتوجيهات الملكية التي تؤكد على الدوام ضرورة أن يحظى المتقاعدون بحياة كريمة ولائقة تتناسب مع تضحياتهم والسنوات التي بذلوها من حياتهم في خدمة الجيش العربي ليعيش هذا الوطن في أمن وسلام، والملك يلتقي في جولاته بالمتقاعدين بصورة مستمرة، ويحرص على التواصل معهم والوقوف على أحوالهم والاستماع لملاحظاتهم، والتوجيه الملكي يسعى إلى العمل على تحسين أحوال المتقاعدين بصورة ملموسة على أرض الواقع.
تكليف ولي العهد بهذه المهمة واضطلاعه باجتماع واسع مع الجهات المعنية والقائمة على تنفيذ التوجيهات الملكية رسالة من الملك لولي العهد بمواصلة هذه الرعاية وبذل ما يلزم من العناية والاهتمام بمن قدموا للوطن عرفاناً بدورهم، فالوطن لا ينسى أبناءه، وولي العهد وهو في الأساس أحد الأفراد العاملين في القوات المسلحة يتلقى من جلالة الملك أحد الدروس المهمة في مسيرته بالوفاء إلى الوطن وأبنائه والجيش وجنوده، وبالعمل المستمر على التواصل معه، فالجميع مهمون بالنسبة للوطن، أكانوا في المهمة أو كانوا أنجزوا رسالتهم تجاه وطنهم ومل?كهم، ولذلك كان الحرص الملكي على تكليف ولي العهد بهذه المهمة ليطمئن الأردنيون جميعاً على جملة من الثوابت الوطنية التي تشكل جوهر العلاقة بين الشعب وقيادته والتي تقوم على الثقة والطمأنينة والولاء.
من المتوقع أن تصدر الصيغة النهائية للبرنامج قريباً وأن يحظى المتقاعدون العسكريون بالمزايا التي سيحققها، لينجز جزءاً من الالتزام الوطني تجاههم حتى في الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي يعيشها الأردن في تفاعلات جائحة الكورونا، فالمسيرة يجب أن تمضي بثقة مهما كانت الظروف، والجيش العربي الذي كان شريكاً في نهضة الوطن سيبقى كذلك، بجنوده العاملين والمتقاعدين في مختلف المواقع تحت راية الوطن الخفاقة استقبالاً لمئوية الدولة الثانية.