رأينا
في ذكرى ميلاده التاسع والخمسين أطل جلالة الملك في لقاء من القلب إلى القلب من خلال وكالة الأنباء الأردنية تحدث فيه عن جملة من الأمور التي تجول في خاطر كل مواطن، وتحدث بصراحة وانفتاح في اللقاء الذي أجراه الزميل فايق حجازين والذي تطرق إلى العديد من الموضوعات والكثير من الأسئلة التي يحملها الأردنيون على أعتاب المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية.
«أفخر بأنني من هذا الشعب العظيم الذي لا يعرف المستحيل»، هكذا أعلنها الملك وهو يضع نفسه بين جموع الشعب الأردني منهم ولهم، ولذلك كان الحوار القائم على فكرة الوطن والمواطن يؤكد على ثوابته، ويرسم الطريق أمامه، فالجميع جنود للوطن وحراس له، كما أكد الملك، والجميع سيعمل كتفاً بكتف، من أجل التعزيز والتطوير والإنجاز في المئوية الثانية.
استعادة الروح التي بني بها الأردن وعليها قبل 100 عام، وقيم التسامح والأخوة والتكاتف والإيمان هي ركائز يسعى الأردنيون جميعاً تحت القيادة الملهمة للملك للمحافظة عليها، واستحضارها على الدوام في هذا البلد المعطاء الذي يقدر قيمة الإنسان وكرامته وحريته.
يمكن أن الظرف ليس مواتياً من ناحية الموارد والإمكانيات لتحقيق النمو الاقتصادي، إلا أن العمل على تطوير وتنقية الجهاز الإداري تحتاج إلى خطط وبرامج يستطيع الأردنيون أن ينطلقوا من أجل تحقيقها، وأن يتخلصوا من الشوائب التي تعوق تقدمهم مثل الواسطة وما تمثله من ظلم وفساد، يجب على الأردنيين ألا يقفوا أمامه دون اتخاذ مواقف جدية، والملك يقف داعماً ومرجعاً في هذه الجهود التي يجب تفعيلها وتكثيفها للمحافظة على الاقتصاد الوطني، وعلى الحكومة والمؤسسات كافة أن تضع في اعتبارها أن أية اجراءات قصيرة أو طويلة المدى يجب أن تضع ?ي اعتبارها الحفاظ على أرزاق الناس ومصادر دخلهم وحماية الطبقة الوسطى من التراجع، ليكون ذلك أساساً لمنعة الاقتصاد والتنمية التي يتطلع الأردن إلى تحقيقها.
تطرق اللقاء الذي بعث بالكثير من الرسائل المطمئنة للمواطنين الأردنيين إلى موضوعات شتى محلية وإقليمية ودولية، وكان الملك حريصاً على أن يقيم تجربة الأردن في مواجهة وباء الكورونا، وأن يشيد بالمواطنين الأردنيين والتزامهم وأن يشجعهم على المزيد مبتدئاً بنفسه حين تلقى اللقاح التزاماً بالتعليمات والتوصيات الصحية وانحيازاً منه للعلم والمعرفة، وتأكيداً على ضرورة أداء كل دور لازم للعودة إلى الحياة الطبيعية، فالأردن أمامه الكثير في الفترة المقبلة وعلى جميع المواطنين أن يقفوا صفاً واحداً وأن يشكلوا العمق اللازم للدولة و?مؤسساتها من أجل مواجهة التحديات وتحقيق الفرص المتاحة ليستكمل الأردن نهضته في المئوية الثانية، وليبني على ما حققه من منجزات في المئوية الأولى، وكما قال الملك لجميع الأردنيين مستنهضاً هممهم، «بدها شدة حيل من الجميع»، والأردنيون بإذن الله أهل العزم وسيثبتون جدارتهم بالطريق والمسيرة.