لا يوجد هناك مفارقة حقيقية بين ما طرحه جلالة الملك من أسس مبدئية خلال لقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكلمته التي انعكست انعكاسا طبيعيا وتستوجب دراسة توفيقية لما عبر عنه جلالة الملك في ذلك اللقاء عندما وضع نصب عينيه ليجد انعكاسا للوعي الجمعي الدولي يتطابق توثيقا واهتماماً استثنائيا من الحاضرين، فلم يضف جديدا عندما أصر على عدالة توزيع لقاحات كورونا خارج إطار الدولية والانعدامية حول أولوية الاغنياء في التعامل مع هذه الجائحة مصرا دون أي تلكأ بأن التعميم والشمولية الدولية هي الأساس القانوني والصحي والأخلاقي ?لقضاء على الفيروس، وفي الحسابات العامة والخاصة فإنه لا يمكن أن يستوعب العالم تلك الأرباح الاستثنائية والهائلة التي اكتسبتها الشركات متعددة الجنسيات والترويج الإعلامي غير المسبوق لبعض اللقاحات، ونحن على ثقة تامة بأن مستوى الأرباح قد عادلت الخسائر التي اجتاحت الدول الغنية، ولكنها ضاعفت مداخيلها، وأن الانعكاس الحقيقي على رفع مستويات البطالة والانحدار الملحوظ في مستوى النمو الاقتصادي للدول النامية والفقيره قد يؤسس إلى كارثة اجتماعية لا تحمد عقباها، فمنذ اللحظة الأولى أشار جلالة الملك وما زال يرتكز في كل بنياته?العقائدية والتاريخية والدبلوماسية على قاعدة التعميم الكلي للمنتج، وأن اللعب في إطار التوازنات لا يصنع وطننا أمميا ولا تكاملا دوليا بحجم المساس وطابعها الكلي والشمولي لمجمل البنى السياسية للدول.
فقد نوه الأردن بأنه يعتز بكونه أول الدول التي استطاعت أن تتعامل مع ذلك الكلي الدولي في توزيع عادل وشامل وضمن أطر مدروسة ومنهجية في توزيع اللقاحات، وأن الحكومة الأردنية قد صنعت استثناء لا يمكن تعميمه حول أولويات وآليات التوزيع..
إن الأردن وبقيادته الهاشمية القادرة والإنسانية الطابع وبتكامل كلي مع حكومة بشر الخصاونة ولجنة الأوبئة واجراءات توحيد المرجعيات جعلته متقدم بخطوات واسعة في معالجة أزمة كورونا، ونعتز في كل مواقع عملنا بأنه كان الدولة الوحيدة التي تعاملت مع أزمة اللجوء السوري في إمدادها بالقاحات متقدمة على كثير من الدول التي تروج لنفسها بأنها إنسانية الطابع والتوزيع.
فنحن فخورون كل الفخر باداء جلالة الملك المعظم والذي اعتبر كل إنسان في الأردن يستحق أن تقدم له اللقاحات بنفس المستوى الذي يقدم به لكل مواطن، لا بل أن الأردن يطالب بتوفير اللقاحات لكل أردني مغترب مهما كان وضعه الجنائي والعقابي ولكل لاجئ، هكذا نحن في هذا البلد نفتخر ونعيد الولاء والانتماء لكل البناء الإنساني لتكوين دولتنا في بنائها الفوقي وفي بنائها التحتي، وتحت يافطة ان جسمنا التنفيذي والمتمثل في حكومة الرئيس بشر الخصاونة قد حوكمت آلية التعامل ضمن إطار الخطوط العريضة للأنسة الإنسانية، فطوبى لهذا الوطن وطوبى ?كل عامل في هذا المجال من جيشنا الأبيض الباسل مرورا بأجهزتنا الأمنية المقتدرة والصابرة والثابتة على مبادئ الهاشميين، وإلى كل من ساهم بشكل أو بآخر في لجنة أو بيئتنا المركزية وعلى رأسها تلك النخبة المتمثلة بالوزير نذير عبيدات.
فكل عام وأنت بألف خير سيدي جلالة الملك الإنسان عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى حفظه الله ورعاه.
