تجمع الأردن ودول الخليج العربي علاقة وطيدة تجعل المملكة الدولة العربية الأقرب لمجلس التعاون الذي سعى منذ تأسيسه للتأكيد على استقلال وأمن وسلامة دول الخليج ووحدة حالها ليكون أكثر المبادرات العربية المشتركة فعالية وحضوراً واستمرارية، والسياسة الأردنية تؤكد على أهمية مجلس التعاون الإقليمي بوصفه شريكاً موثوقاً يتطلع الأردن دائما لبناء أفضل العلاقات معه تعزيزاً لمفاهيم التضامن والعمل العربي المشترك، في الوقت الذي تحتفظ فيه المملكة على مستوى القيادة والشعب بعلاقات استثنائية مع كل الدول الأعضاء.
حضرت هذه العلاقة الوثيقة بتاريخها الممتد منذ تأسيس مجلس التعاون في استقبال جلالة الملك الأمين العام للمجلس الدكتور نايف الحجرف، ليؤكد جلالته حرص الأردن على تطوير التعاون مع دول الخليج وتعزيز الشراكة الاستراتيجية المتينة، خاصة في جانبها الاقتصادي وسعي الأردن إلى شراكة بناءة في قطاعي الأمن الغذائي والمائي.
كما جدد جلالة الملك ترحيبه بمخرجات قمة العلا التي عقدت في المملكة العربية السعودية وأسهمت في تعزيز التضامن الخليجي ووحدة الصف العربي، مع إشادته بجهود الأمين العام الذي كان حاضراً في تفاصيل التحضر لقمة ناجحة واستثنائية شكلت انعطافة مهمة في مسيرة مجلس التعاون.
وأبدى جلالته تقديره للدور الذي تقدمه دول الخليج عندما شدد على أهمية توحيد الصف العربي، بما يؤكد على قناعة وطنية أردنية بأهمية البناء على تجربة مجلس التعاون لتصبح نموذجاً سائداً في العلاقات العربية، وهو ما يمنح العمق والزخم اللازمين لبناء موقف عربي موحد لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي أكد جلالته على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يقوم على أساس حل الدولتين مع المحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني في حياة مستقرة وكريمة.
أدى الأردن خلال الفترة الماضية دوراً كبيراً في تعزيز التضامن والتعاون العربي، وكان يقود مساعي التفاهم والحوار داخل المجموعة العربية، وهو الدور الذي أعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن تقديره مبدياً حرص قادة دول المجلس على تعزيز العمل المشترك مع الأردن.
يعتبر جلالة الملك مجلس التعاون منجزاً عربياً مهماً يجب البناء عليه لمزيد من التعاون العربي، ولذلك سعى لتوجيه الدبلوماسية الأردنية للاحتفاظ بعلاقات متميزة مع الشركاء الخليجيين على المستوى الثنائي، أو من خلال العلاقة مع مجلس التعاون التي تتواصل لنحو أربعين عاماً كان الأردن خلالها داعماً لوحدة الصف الخليجي ومسانداً للقضايا الخليجية بما يدعم أمن واستقرار وسلامة هذا الجزء العزيز من الوطن العربي الذي يعتبره الأردنيون جميعاً جزءاً من منظومة أمنهم وسلامتهم بما أسسته القيادة الأردنية واعتنقه الشعب الأردني من علاقة تقوم على حسن الجوار والإخاء والسعي لبناء مصير مشترك ومستقبل أفضل يليق بطاقات وإمكانيات الشعوب العربية.
