النائب د. فايز بصبوص
في عيد الميلاد المجيد بعث جلالة الملك المفدى وولي عهده الأمين وجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة بتهنئة للمسيحيين في الأردن وفلسطين والعالم كله وتمنوا جميعاً أن تأتي الذكرى القادمة وقد تخلص العالم عامة والوطن العربي والاردن خاصة من جائحة كورونا معبرين بكل وضوح عن انسانية الهاشميين التي تنبثق بكل مرتكزاتها على قاعدة انسنة السلوك السياسي للدول في المرحلة القادمة واعتبار الإنسان وصحته وتواصله اساساً ومحوراً لكل السياسات الداخلية او الخارجية كون هذا السلوك هو ما يجعل من القيم الإنسانية الراسخة في التاريخ والأديان عاملاً حاسماً في التعاون والتكامل الدولي على قاعدة إسناد الضعيف وفتح المجال واسعاً نحو توجه دولي ينبثق من الأخلاق الإنسانية الضاربة في التاريخ ويجعل أيضاً الكرة الأرضية وشعوبها قرية ترتكز على مبادئ التسامح والتعاون كاسرة خلاقة واحدة.
إن هذه المقدمة لم انطلق في اعدادها من الرؤية الشكلية لمفهوم الميلاد إنما من خلال ما اعتمده جلالة الملك والهاشميون بأن إخواننا المسيحيين هم ركيزة من ركائز الاستقرار والتنمية والتكافل والتعاون على قاعدة الوئام الديني الذي رسخه في وجداننا جلالة الملك وذلك واضح كل الوضوح من خلال الدمج بين الوصاية على المقدسات بشقيها الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة الذي تبناه الأردن في الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية وإن المقدسات بشقيها ترتقي إلى مستوى واحد في المواجهة ومن المنطلقات النظرية والفلسفية لفكر جلالة الملك وهو ما ترجم من خلال تعميق مفهوم الوئام الديني والإنساني والذي ترك اثره على هيئة الأمم المتحدة باعتماده مبادرة جلالة الملك لأسبوع الوئام بين الأديان والمجتمعات وجائزة جلالة الملك في هذا الاتجاه.
إذن مفهوم الوئام الديني وكما ذكرنا والذي اصبح ليس وعياً اجتماعياً عند الأردنيين إنما وجدان اجتماعي قل نظيره في المنطقة والعالم لذلك فهو يعتبر بالمعيار السياسي ركيزة استقرار وتوازن مجتمعي وهو بذلك حجر الأساس وحجر الزاوية في هذا الوئام وأكثر مثالاً على ذلك حينما يغادر الاردنيون في زيارات إلى دول اخرى يتفاجأ بانها ما زالت تعتمد الانتماء الديني والعرقي جوهراً في اقامة العلاقات الإنسانية ومعيار ومقياس الاقتراب أو الاغتراب.
هكذا تم تربيتنا ولذلك لا يوجد هناك فرق بين المطران كبوجي أو الشيخ عكرمة صبري أو رائد صلاح فكلها اسماء لا تستطيع أن تفرق بينها عندما يكون النضال الوطني الفلسطيني بأوج عطائه فهم محركات جبارة متكاملة تعتبر الهاشميين رديفاً وسنداً كفاحياً ونضالياً في حماية مركزية القضية الفلسطينية والوئام البيني الذي رسخته وعمدته في تاريخ القضية الفلسطينية على مدار التاريخ.