إضافة لذلك ترتبط المواطنة الصالحة ارتباطا وثيقًا بالسلوك السياسي، وفي الحالة الاجتماعية،والاقتصادية، والمتغيرات السلوكية المتعلقة بالمشاركة الحقيقية الفاعلة من قبل كل مواطن.
إن زيادة قدرة المواطنين على الفهم الكامل لكيفية عمل الأنظمة السياسية هو ما يضمن نجاح مشاركتهم المجتمعية الفاعلة.
المواطنة الصالحة تعمق نظري كبير، وثراء تجريبي لابد من التركيز عليه، والإبحار في معاييره، وتعزيزها أكثر في المجتمع الاردني؛ لضمان التنمية السياسية والاجتماعية.
إن معايير المواطنة الصالحة يجب الاستشهاد بها في جميع المجالات الاجتماعية، فهي ما تضمن توسيع فهم المواطن لها.
ويمكن تعزيز نشر هذه المعايير في مجالات عديدة، وأول هذه المجالات هو مجال التعليم في الأردن.
يجب أن ينصب في صلب جهود القائمين على التخطيط للنظام التعليمي تحديد إطار المواطن الصالح في المناهج، وتعزيز الممارسة من خلال طرق التدريس المستخدمة.
المواطن الصالح يجب أن يتم إعداده منذ سنوات الدراسة الأولى، هذا الإعداد هو ما سيضمن مساهمة الفرد في بناء مجتمع مستدام، أو مجتمع متماسك.
في واقع الأمر يجب أن تشكل الأطر للمعايير الواضحة التي تعكس مفهوم المواطن الصالح، والممارسات المرغوبة التي تنبع من ذلك.
عادة لا توجد أطر خارجية معيارية مثالية تصلح لكل البيئات، فالمجال الثقافي يحكم هذه المعايير، ويحدد الإطار المناسب لكل مجتمع.
إن التركيز على المواطنة الصالحة يعني التركيز في المقام الأول على أفعال المواطنة، مما يوضح كيف يقوم القائمون على النظام التعليمي ببناء كل من المحتوى (المناهج)،والمنتج وهو (المجالات) التي ستطبق فيها المواطنة الصالحة، مما يشير إلى العلاقة التأسيسية بين تمثيل النخبة» و «العامة ». وهو ما يعكس ويوضح أفعال المواطنة الأدائية والسياق المناسب لكل عمل.
المواطن الصالح ذو شقين: يتم إنتاج النموذج المرغوب الذي يجب أن يكون واضحاً في تصرفات النخبة المسؤولة عن تكوين نهج المواطن الصالح المناسب للتطبيق، ومن خلال هذا النهج تتضح الأدوار الاجتماعية التي تعتبر جيدة، والمرغوب بأن يؤديها عامة المواطنين. ويصبح لدينا أطر واضحة تعكس قدرات وسلوكيات ومواقف المواطنين الصالحين.
إن فهم وتحديد المفاهيم هو ما يساعد حقًا في رسم خريطة واضحة، وفهم متكامل لدعوات المواطنة الصالحة.
في الأردن مثلا تحديد خريطة مفاهيمية لمفردات المواطنة الصالحة أمر مهم؛ فهو ما سيلعب دوراً أساسياً في تقييد أو تمكين الجيل الشبابي الصاعد، وفي زيادة نسب تمثيل ومشاركة المرأة في القرار السياسي، هذا التمكين والمشاركة هو الأساس في التنمية الاجتماعية، وفي المشاركة السياسية لكافة أطياف وفئات المجتمع.
[email protected]
