النائب د. فايز بصبوص
عندما نستطيع أن نركز ولو بشيء جزئي دون رؤية شمولية لواقع ما تثبه وسائل الإعلام العالمية من نقاط هنا وهناك وشتات في التركيز والانتقال من زاوية إلى زاوية أخرى ارتكازا على المصادر المركزية الحقيقية لتلك الوسائل مرهونة بالإملاءات التي تمليها المحركات الجبارة لتلك الوسائل والتي تتمحور كلها بالولايات المتحدة الأميركية وبعض وسائل الاعلام الخارجية مثل رويتر وفرنسا 24 و(آر تي) الروسية.
نرى أن هذه الفوضى تمهد لتغيب مركزية الأحداث الحقيقية التي تحصل على المستوى العالمي يؤشر بكل وضوح إلى أن قرار المغرب في إعادة العلاقات الشكلية مع الكيان الصهيوني واتهام اندونيسيا بانها على أهبة الاستعداد للتطبيع او الذهاب الى الاختراق الروسي السيبراني للمؤسسات الفيدرالية الأميركية.
وكذلك من الاختراقات التي ما زالت سائرة ورفض الرئيس الأميركي لنتائج المجمع الأميركي لنتائج الانتخابات التي أدت الى نتيجة مفادها فوز بايدن بما بفوق ثلاثمئة صوت من المجمع الانتخابي كل ذلك الزحام الإعلامي أراد بكل وضوح ان يشتت محورية التطورات الحاصلة في إطار القضية الفلسطينية على الأرض ومتابعة لما اشرت إليه دائما وما حذرت منه بان القضم الناعم للأراضي الفلسطينية على الصعيد الجغرافي والقضم الناعم للشرعية الفلسطينية على المستوى السياسي يضعنا امام تحد كبير هذا التحدي تصدى له بكل وضوح جلالة الملك بضربة استباقية سياسية غير معهودة خلال خطابه العرش امام مجلس الامة معتبرا ان الشراكة أو الاشراك أو التقاسم او التقسيم لخصوصية المسجد الأقصى المبارك قضية خارج اطار حسابات الدبلوماسية الأردنية مهما كانت الضغوط والإجراءات الالتفافية السياسية القائمة على هذه القاعدة لذلك وفي خضم تلك الفوضى أوضحت المملكة المغربية بكل تفصيل ووضوح أن الحفاظ على الواقع التاريخي والسياسي والعروبي للقدس الشريف خارج إطار التوازنات السياسية التي اعتمدتها المملكة المغربية مع الكيان الصهيوني معتبرة ان الأردن كان وما زال هو الدولة الوحيدة التي استبقت كل دول العالم في بناء قنصلية في منطقة الصحراء المغربية ومن ثم لحقتها بقية الدول ومنها الولايات المتحدة والامارات والبحرين ليس على قاعدة التمثيل وانما على قاعدة الثوابت الهاشمية العروبية بوحدة الأراضي العربية من المحيط الى الخليج ولم تنتظر أي رسائل أميركية في هذا الاتجاه.
وفي سياق تلك الفوضى الإعلامية ما اوضحته جمهورية اندونيسيا التي تحتضن مائتين وثلاثين مليون مسلم وهي اكبر دولة إسلامية في التاريخ تعلن وبكل وضوح بان اندونيسيا ورغم قراءتها واستغرابها لتلك الفوضى أوضحت ان المزاعم الصهيونية بانها مقبلة على التطبيع مرفوضة جملة وتفصيلا وان موقفها ينطلق من ان حل الدولتين على قاعدة الشرعية الدولية والشرعية التاريخية والقانونية للمدينة المقدسة خارج اطار المساس او التوظيف الإعلامي وهو ما يتماهى تماما مع موقفنا في الأردن الحبيب الذي نفتخر دائما وما زلنا وسنبقى نفتخر بقيادتنا الهاشمية الفذه التي استطاعت ان تنتزع بعدا سياسيا دوليا اعتبر محورا لكل دول العالم وخاصة منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي واسيان والتحالف الدولي وكل المؤسسات الإنسانية والدولية نحو محورية وجهة نظر جلالة الملك المفدى حول حل الدولتين وحول حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وان ذلك يعتبر ركيزة من ركائز الاستقرار الدولي والإقليمي في الشرق الأوسط دون ادنى تراجع او محاولات تستهدف الالتفاف على الوصاية الهاشمية او المشاركة بها او إعادة انتاج مفهومي التقسيم الزماني للاعبين في الشرق الأوسط يرنون طموحا وآداء لذلك التقسيم.