م. فواز الحموري
فرضت ظروف جائحة كورونا على العالم أجمع ترتيبات قاسية وطالت القطاع الصحي والتعليمي، ولعل المراجعة الشاملة والتحليل الدقيق يثبت بوضوح أن تجربة التعامل كان لها الأثر المباشر على السلامة العامة والخاصة.
وعلى الرغم من الانتقادات للإجراءات الصحية في قطاعات الحياة المختلفة ونمط التعليم عن بعد في المدارس والجامعات، إلا ان عمر التجربة ليس بالطويل وللأمانة والموضوعية، فقد بذلت جهود كبيرة وعلى جميع المستويات لإتاحة خدمة الصحة والتعليم للمواطن وعلى الرغم أيضا من الأعباء الإضافية على قطاع الصحة والتعليم وبشكل لم يتناسب مع الطاقة الاستيعابية سواء في المستشفيات والخدمات التكنولوجية على امتداد مساحة الأردن الجغرافية الواسعة الأطراف.
أشير في هذا المقام إلى مجموعة من شهادات لمصابين بفيروس كورونا وممن دخلوا الحجر الصحي في المستشفيات وممن تحدثوا عن طبيعية المعانة النفسية والجسدية اثناء فترة الحظر والحجز المنزلي؛ تمحورت الشهادة بمضمون خطاب: «اهتموا بصحتكم، اهتموا بأسلوب وشكل التعامل، حافظوا على التباعد، التزموا بتعليمات وزارة الصحة، الأمر ليس بالسهل، الأمر جد خطير ».
على سرير الشفاء، يبتهل المريض إلى الباري جلت قدرته ويتضرع بطلب الشفاء والتدبر في فلسفة فيروس لا يكاد يرى بالعين المجردة، يتحدى ويطيح بعزيمة الإنسان وقد يؤدي إلى الوفاة.
زيادة اعداد الإصابات والوفيات، مؤشر للتدبر في بساطة فقدان عزيز نتيجة الإهمال والاستهتار بقواعد وتعليمات الصحة العامة والخاصة، وفي عدم العثور على سرير وجهاز تنفس اصطناعي في غرفة العناية الحثيثة لا قدر الله.
هذا من جانب، أما عن تجربة التعليم عن بعد للمدارس والجامعات فإنها تحتاج إلى حوار شامل بمشاركة جميع المعنيين بالشأن التربوي ابتداء من الطالب والمعلم والأهل والشركاء والمهتمين والخبراء في مجال التعليم عن بعد لاستشراف المستقبل والاستعداد لمتطلبات العصر القادم والذي يتطلب مهارات جديدة على المستويات كافة سواء للطالب أو المعلم وبرامج التأهيل والكفايات المطلوبة وطبيعة المحتوى المناسب وجوانب عديدة تحتاج إلى بحث معمق للاستفادة من هذه التجربة الفريدة
الاستعداد للمدرسة والجامعة الافتراضية أصبح مطلبا ملحا وخدمة من الخدمات المقدمة في قطاع التعليم ينبغي ان تتوافق مع رغبات متلقي الخدمة وتحوز على رضاه وتوفر له الإمكانيات والظروف التعليمية والتعلمية المناسبة لاختيار أفضل العروض المقدمة.
بطبيعة الحال والظروف المتاحة، هناك نسبة ليست بالقليلة من المتضررين سواء في القطاع الصحي والتربوي جراء ما فرضته ضريبة جائحة كورونا على العالم وعلينا، ولكن هل يمكن البناء على ما تعرضنا له لإرساء استراتيجية للمخاطر لمواهة أخطار صحية وتحديات تربوية مماثلة على مدى السنوات القادم؟
أثبتت الجائحة أن الأمر كل الأمر بيد الإنسان؛ فهو من يستطيع النجاة والخلاص أو الوقوع في التهلكة لا قدر الله.
بحق الصحة تاج على رؤوس الأصحاء والتعليم منارة تضئ الدرب للجميع.
[email protected]