خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عرط

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي .. من ضمن ما أجده على الفيس بوك، أن صبية أعلنت عن إصابتها بكورونا..وكتبت (بوست) على صفحتها تقول فيه: (أجريت فحصا وتبين أني مصابة)..ولابد من وابل تعليقات تتمنى لها السلامة, ووابل اخر من المعلقين, الذين يقدمون نصائح صحية..ولابد أيضا من تعليق لمراهق, ظن أن العشق في زمن كورونا قد يولد بالصدفة, فضمن قصيدة نبطية في التعليق فحواها, أنه مستعد أن يأخذ الفيروس عنها..

أنا لا أكتب من زاوية السخرية, ولكني كل يوم صرت أرى واحدة هنا أو صبية هنالك تعلن عن إصابتها بكورونا..وتسرد يومياتها، مع المرض..وتأتيها الاسئلة, هذا اليوم مثلا جاءت لواحدة رسالة من الجزائر..عن أعراض اليوم الأول فردت أنها تعاني من (الئشعريرة)..بعبارة أخرى: (الأخت مئشعرة).

بعض المهوسات بوسائل التواصل, حين تصاب الواحدة منهن بكورونا, تتعاطى مع المسألة باعتبار أنها مسابقة للوصول إلى النهائي، قد تكون مسابقة جمال..او مسابقة للدخول إلى (سوبر ستار)..ولكن الغريب في الأمر عند سرد اليوميات, أن الحالة تتطور بين ساعة وأخرى, أنا أعرف أن الأعراض تزداد يوما بعد اخر لكن عند البنات الحالة تتطور كل ساعة وبالتالي لابد من (بوست) جديد يشرح الحالة، مثلا واحدة كتبت: (مش ئابلة تنزل الحرارة) وبعد ساعة واحدة كتبت أيضا: (ئحة كتييير)..

هذا أيضا يدعو أحد المعلقين الذين أخذتهم الحماسة, للتبرع بقصيدة نبطية أخرى، يتم ذكر سجايا وأخلاق الفرسان, وتشعر من التعليق أنه أيضا يريد أن يأخذ الفيروس عنها, ولو أنها أسهبت في الرد عليه بعبارات شكر عميقة لطلب عنوانها.

القصة ليست للتفاخر, ومريض كورونا حين يعلن عن إصابته, فهو يرسل رسالة لمن خالطوه أو رافقوه ضرورة إجراء الفحص, وليس بالضرورة أن يعرض صورته..ويعرض أنواع الأدوية, التي يتعاطاها..ليس بالضرورة أن تقول إحدى المهوسات على صفحتها: (اشتئت لماما كتيير)..علما بأن عطوفة الماما في الغرفة المجاورة, ولم تهرب.

كورونا ليست قصة للتباهي واستجلاب العطف, ليست مشهد دلع يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي, صرت أحس أنها لدى بعض الصبايا أصبحت (موضة)..وصرت أشعر أن شركات العطور الفرنسية, يجب أن تنتج عطرا باسم كورونا..أو أحمر شفاه باسم (كوفيد 19)..أو كحلا بس (ئحة كتير)..تخيلوا حجم الإقبال على كحل (ئحة كتير) كم سيكون كبيرا.

بقدر ما يوجد لدينا من الأمراض المتعلقة بالصحة, يوجد لدينا أيضا أمراض اجتماعية أولها (العرط)..وهو مرض لا شفاء منه أبدا, حمانا الله وحماكم.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF