عماد عبدالرحمن
ترتفع أعداد مصابي كورونا بشكل سريع في المملكة، وباتت تسجل أكثر من الفي إصابة يومياً، الامر الذي يؤشر لتزايد التحديات التي يواجهها القطاع الطبي الاردني، والمجتمع ايضاً، خصوصاً وأن المنظومة الصحية المحلية تعاني أصلاً من ضغوط في الموارد والتجهيزات والامكانات اللازمة لاستيعاب أعداد المصابين المضطردة.
إحدى الخيارات المطروحة الان، تجهيز عيادات أو مستشفيات ميدانية متنقلة لرصد الحالات خصوصاً في المناطق النائية والفقيرة، للكشف المبكر عن الاصابات بفيروس كورونا، لتخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية، وحصر الاصابات بمناطق جغرافية معزولة، إضافة الى سرعة بنائها في الاماكن التي يلاحظ انتشار الفيروس فيها.
وهو ما من شأنه أيضاً، تخفيف معاناة المواطنين في الانتقال الى المدن الكبرى لإجراء الفحص، او المترددين الذين لا يرغبون بإجراء الفحص، او المحتاجين الذين لا يملكون كلف إجراء الفحص أو التنقل، خصوصاً انه رغم الاجراءات الحكومية المتخذة من اغلاق جزئي، وتخفيض عدد العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة الى النصف، وتعطيل المدارس والجامعات، إلا أنه يلاحظ تزايد في عدد الاصابات وليس تراجعاً فيها.
المشكلة الاخرى التي تواجه القطاع الطبي، هي مدى توفر المعدات والاجهزة اللازمة في حال تزايد اعداد المصابين عما هو حاصل حالياً، اجهزة تنفس او غرف إنعاش وعناية مركزة أو كوادر طبية متخصصة، وهو الامر الذي يتطلب استنفار الكوادر الطبية الأردنية من خارج القطاع الطبي العامل، متقاعدين وطلبة على مقاعد الدراسة، استعداداً لاتساع نطاق العمل ضمن مناطق جغرافية متباعدة.
المطلوب الان تسريع الجهود لإقامة المستشفيات المتنقلة خصوصاً في المناطق والاحياء التي تتزايد فيها الاصابات بشكل ملحوظ، وتعتبر بؤر للعدوى، لتخفيف الضغط على منظومة الرعاية الصحية التي تتعرض وستتعرض لضغوط كبيرة خلال الاسابيع المقبلة، وإيجاد آلية لمتابعة الإصابات في الحجر المنزلي، وفتح باب التبرع ومساهمة المقتدرين لتأمين أكبر عدد ممكن من أجهزة تنفس الإصطناعي والمستلزمات الطبية الخاصة بمواجهة الوباء بأسرع وقت ممكن.
والاهم من كل ذلك، أن يشعر المواطن بحجم خطورة المرض، واحتمالية عدم توفر اماكن للعلاج في المستشفيات العامة، وعدم قدرة المواطنين على تحمل كلف العلاج في المستشفيات الخاصة، وأن يدرك الجميع أهمية الوقاية والالتزام بها قدر المستطاع، والعمل على تعزيز الحماية الذاتية، وعدم توقع وجود رعاية طبية في حال الاصابة كون المستشفيات تعج بالمصابين، فليس امامنا خيار سوى تضافر الجهود والوقاية الكاملة للإنتصار في هذه المعركة الشرسة.
[email protected]