عماد عبدالرحمن
تحمل الكوادر الطبية الأردنية،تحديداً القطاع العام، العبء الاكبر في مواجهة وباء «كورونا» الذي يشهد انتشاراً واسعاً هذه الأيام، مع دخول الموجة الثانية، واقتراب فصل الخريف الذي تنتشر فيه عادة أمراض الانفلونزا ويسهل انتقال العدوى، الأمر الذي يتطلب تعزيز كوادرنا الطبية، وتخفيف الاعباء عليها خلال المرحلة المقبلة.
القطاع الطبي الحكومي يعاني حالياً من نقص في أعداد الاطباء وأطباء الاختصاص وطواقم التمريض والمهن الطبية المساندة، كان ذلك قبل «الجائحة» وازداد النقص مع دخول «كورونا» الى المملكة، وقد أعلنت الحكومة قبل أيام عن تعيين دفعات جديدة من الاطباء والممرضين وكوادر أخرى، لكن هل هذا الاجراء يكفي في هذه المرحلة،إذا ما نظرنا إلى تزايد انتشار الوباء، والأرقام التي تخرج عن لجنة الأوبئة تتحدث عن نفسها؟.
قد يكون التعيين مُرْضٍياً في هذه المرحلة لكن هل هو كافٍ لتغطية الاحتياجات الطبية المتزايدة، وما هي الحلول التي من الممكن انتهاجها للتخفيف على الكوادر الطبية، وزيادة فاعليتها، الأمر يحتاج لتفكير استثنائي، فإذا ما نظرنا إلى قرارات إحالة الاطباء الى التقاعد آخر 5 سنوات ممن بلغوا عمر الستين عاماً، نجد ان هناك عدداً كبيراً من الاطباء والممرضين المحترفين، هم خارج المشهد الطبي، فكيف لا نستفيد منهم ونحن بحاجة الى خبراتهم في هذه المرحلة.
هنا يمكن الاستفادة من هذه الخبرات في مسارين مختلفين، الأول تغطية النقص الحاصل في الطواقم الطبية، والثاني نقل الخبرة للأجيال الجديدة التي إلتحقت بالعمل الطبي، وقد لا يكون لديها أي خبرات سابقة في مجالات العناية الحثيثة أو التعامل مع الحالات المرضية الحرجة، خصوصاً وأن اولويتنا الان التعامل مع تحدي «كورونا» الذي يزداد صعوبة، حتى لو تطلب الأمر وقف كافة التعيينات في مؤسسات الدولة، وتوجيه المخصصات للتعاقد مع خبراتنا الطبية المؤهلة من الداخل والخارج.
أيضاً مطلوب تعزيز مستوى التنسيق والتعاون بين القطاع العام الطبي الحكومي ونظيره الخاص، كون الطرفين شركاء في مواجهة المرض، من خلال تبادل الامكانيات والخبرات والكفاءات والمشورة، فالقطاع الطبي الخاص يزخر بالخبرات والامكانيات، ويمكنه التعامل مع التحدي كشريك يحمل جزءاً من تلك الاعباء المتزايدة، وبأسعار غير ربحية، بما يعكس روح التكافل والتضامن الذي تعودنا عليه في مجتمعنا منذ عشرات السنين.
الوضع الحالي والمستقبلي القريب، يتطلب من الحكومة الجديدة تفكيراً عملياً ومرناً بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن، كما هو الحال بالنسبة للمواطن، الذي يجب أن يقتنع أن هناك تحديا كبيرا يتطلب تغييراً بالسلوك ومنهج التفكير، فقد تكون معركتنا مع الوباء هي الأشرس والأكثر خطورة كوننا نواجه خصماً شرساً لا يرحم، لكن نجاحنا في مواجهته يتطلب وعياً منقطع النظير عند الناس قبل المسؤولين، من أجل أنفسهم وعائلاتهم أولاً، من خلال التقيد بالاجراءات الوقائية وتعزيز جهود الجيش الابيض بالتخفيف عليه ودعمه ورفع معنوياته ومساعدته في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية.
[email protected]