د. محمد كامل القرعان
جاء الاردن في طليعة الدول التي تقف الى جانب لبنان الشقيق لمساعدته على تجاوز اثار ما نجم عن حادثة مرفأ بيروت وترك شهداء ومصابين، هذه الوقفة التي اثبتت ان الاخوة العربية قائمة ومستمرة ومؤكدة واصيلة .
وسبق للاردن ان كان في طليعة الدول التي وقفت الى جاتب لبنان لمواجهة العدوان الاسرائيلي عام 2006 وكعادة الشعب اللبناني الاصيل لن ينسى للاردن ملكا وشعبا وقوفه الى جانب لبنان في محنته.
والمواقف الاردنـية واضحة وثابتة تجاه اشقائه العرب ولا يستطيع احد التشكيك به او الانتقاص منه .
لقد وقفت المملكة الاردنية الهاشمية وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني مع لبنان في هذه الكارثة التي تعرض لها وقفة الاخ والشقيق الصادق والصدوق .
و بادر جلالة الملك منذ اللحظة الاولى للفاجعة الى الاتصال مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون للتعبير عن مواساة الاردن وشعبه للبنان الجريح عارضا مساعدته وبكل قواه لما يمكن ان يحتاجه لبنان.
ثم عاد جلالة الملك وكان في مقدمة القادة العرب الذين سارعوا الى مساعدة لبنان بالفعل لا بالقول وارسل مساعدات عاجلة ثم كانت الطائرات الاردنية اول طائرات مساعدات تخرق الاجواء لمساعدة لبنان في محنته .
وبكل فخر واعتزار ان الطائرات العسكرية الاردنية كانت اول طائرات تحط على مدارج مطار الشهيد رفيق الحريري حاملة معها اول مستشفى ميداني نصب خيامه في مدينة بيروت لمساعدة الجرحى واعانة المرضى، كخطوة اولي ثم توالت المساعدات التي لم تنقطع يوميا لاغاثة لبنان ومساعدته.
وقد شكل الاردن بذلك رأس جسر العبور الى لبنان المصاب.
وفي كل يوم يمر ينبري الاردن ليكون في طليعة الدول العربية الشقيقة التي تقف الى جانب اشقائه العرب بكل الاوقات والظروف رغم شح الامكانات، لمساعدتهم على تجاوز ازماتهم واستقبال المهجرين منهم، ولن تكون اخر هذه الوقفات بل هذا ديدن الاردن الذي انطلق بثوابته من مبادئ الثورة العربيه الكبرى للمساعدة على اقامة الجسور الحديدية ببنه وبين اشقائه ولكل دولة تستغيث. وختاما نرجو للبنان تجاوز محنته ومصابه وان يعود بكل حضوره وقوته الى المشهد الدولي معافى وقويا. وهو ما يحتاج الان الى دعم دولي والتفاف الاشقاء اللبنانين حول مصلحة بلدهم، وان يتجاوزوا كل الخلافات السياسية من اجل لبنان (قلب العرب).
و ازاء هذه المكرمات والمواقف والخطوات التي اعلن عنها الاردن وجلالة الملك ونفذها لا يسعنا الا ان نزداد فخرا واعتزارا لهذه الوقفة الاخوية الخالصة، ونحن هنا في الاردن نعبر عن خالص عزائنا ومواساتنا لذوي الضحايا والمصابين، سائلين المولى عز وجل أن يرحم من ذهبوا في هذا الحدث الأليم، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ لبنان وكل الاشقاء العرب من كل مكروه.