م. فواز الحموري
اقتضت الضرورة خلال الفترة الماضية اتخاذ أسلوب جديد للإعلان عن الفرح والترح واختصار العديد من المظاهر لإقامة حفلات الأعراس وبيوت العزاء.
أكثر من دعوة عرس وإعلان عن حالة وفاة وصلتني وتضمن محتواها الدعوة لكل من العروسين بالسعادة والخير والبركة من جانب ومن جانب آخر تقيم العزاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الهاتفي من خلال أرقام محددة في الإعلان.
تحقق الهدف الشرعي لإشهار الزواج للعموم وتبادل التهنئة والمباركة للعروسين وأهلهما وكذلك تقديم المواساة لمن فقد عزيزا والتعبير عن مشاعر العزاء بأسلوب جديد وغير معتاد من قبل.
الأسلوب الجديد لمشاطرة الفرح والتعبير عن العزاء يقودنا للتفكير في أساليب جديدة لإقامة الأفراح وبيوت العزاء كونها عادات اجتماعية يمكن تعديلها لتنظيم وتهذيب وترشيد العادات الاجتماعية بما يحقق القناعة بمشروعية الفرح وإنشاء بيوت كريمة تقوم على المودة والرحمة والانسجام وفق الإمكانيات المتاحة.
والأمر ذاته ينسحب على بيوت العزاء واقتصارها على يوم للضرورة وترشيد النفقات على اهل العزاء وتوفير الوقت والجهد المناسب لهم لترتيب امورهم عقب العزاء ومواجهة معنى الفقدان والألم.
مرت العديد من الأفراح بأعداد قليلة ومختصرة من المدعوين ولم يختل الفرح، ومرت حالة الوفاة وإتمام الدفن ومراسم العزاء بسرعة وبمشاركة المقربين وبعدد محدود ولم يؤثر ذلك على الدعاء لطلب الرحمة لمن دخل في ذمة الله.
لا يوجد ما يمنع من التفكير جديا في ابتكار أساليب جديدة لإشهار الزواج والإعلان عن الوفاة ومراسم الفرح والترح والعديد من العادات الاجتماعية لتوطيد العلاقات والتعبير عن المشاعر بصدق وبعيدا عن المظاهر والمبالغة والإزعاج.
وثائق شعبية عديدة دعت إلى إعادة قراءة العادات والتقاليد وليس الغاء مضمونها للتكاتف والتعاضد والمساندة والمشاركة بشكل نقي وأسلوب حضاري وتوجيه النفقات والتخفيف من الكلف المرهقة والمساعدة في إدامة معاني الفرح والمشاعر النبيلة في المجتمع.
من الأفكار الرائعة هو التبرع بكلفة حفلة الزفاف للمقبلين على الزواج ممن إمكانياتهم متواضعة وكذلك حصر طعام الغداء لأهل العزاء وعدم المبالغة في حفلات التخرج والخطوبة ومظاهر الزينة الباهظة.
خلال فترة الحظر اكتسبنا العديد من العادات لتنظيم أمورنا وشؤوننا وأضحى مقبولا ما كان معيبا اجتماعيا، فهل نفعل ذلك تماما كما أبدعتها ذات يوم تاريخي من مشوار الوطن من خلال وثيقة السلط الشعبية وتحديدا في 2/9/1981 ونطورها تبعا لأسلوب حياتنا الآن؟
[email protected]