عبدالحافظ الهروط
لا أدري من أين أبدأ وقد فاجأني خبر قصير شاهدته في صحيفة $ يحمل عنوان «المعهد السياسي» ويتبع لمركز إعداد القيادات الشبابية في وزارة الشباب، وقد تبادر لذهني انه «المعهد الدبلوماسي».
استغرابي بمثل هذا «المعهد» يتمثل بالسؤال: لماذا جيء به الى وزارة الشباب ولم يُلحق في وزارة الشؤون السياسية، كجهة معنية في الجانب السياسي، واذا ما كان له ضرورة؟!
وزارة الشباب وبمسمياتها لاحقاً وزارة الشباب والرياضة فالمجلس الاعلى للشباب ثم وزارة الشباب، لا ندري غداً إذا ما سميت بوزارة الشباب والسياسة، او هل يتم دمجها والحاقها بوزارة أخرى في زمن إفتاءات الحكومات وتجاربها ؟!
هذه الوزارة لم يُكتب لها الحظ بأن يستقر فيها وزير لينجز ما يمكن انجازه، فيكون «الرجل المناسب في المكان المناسب»، ربما حدث مثل هذا في مرحلة لم تزد على عقد من السنوات لوزيرين او ثلاثة، بالمجمل.
المعهد السياسي، وبعد الاستفسار عنه من مصدر في الوزارة، قال انه أتت به الحكومة الحالية وفي عهد وزير الشباب السابق، اما الهدف الذي جيء به وبحسب المصدر، فإننا نتحفظ عليه، وهناك من قال ان وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية لم تقبل بهذا «المعهد»، وربما لعدم قناعتها بجدواه، او لشكل الدعم. صحيح ان العمل السياسي يجب ان يكون متاحاً لمن يرغب بأن يشق طريقه في هذا المجال الصعب، ولكن تشجيع الشباب سياسياً لا يكون بالمسميات الشكلية، والا لما كانت الاحزاب بهذه الصورة التي يناصبها الناس الجفاء، ولما كانت النقابات والمؤسسات المعنية بالعمل السياسي عاجزة، بحيث تكون لشباب الوطن مشاركة حقيقية. المآخذ كثيرة على وزارة الشباب، فهي تطلق عناوين عريضة وتتبنى برامج لا تنّفذ وان الوزيرالذي يأتي اليها يعد نفسه بأنه المنقذ، وينظر الى ما قبله، بأنه لم يقدم جديداً للوزارة، وكأن الوزير وحده الذي يصنع الفارق، وليس العمل المؤسسي والفريق الواحد!.
وزارة الشباب ومن خلال عمل طويل وشاق لي فيها، ومن خبرة صحفية متراكمة وتواصل مع الوزارة بعد مغادرتها، ليست بحاجة لمثل هذا «المعهد»، فيما تستطيع معظم مديريات الوزارة ان تواصل برامجها التي تحث فيها الشباب واعضاء المراكز على المشاركة السياسية، وما اذا كانت مشاركة حقيقية او مشاركة شكلية، وهي هكذا.
لن يكون «للمعهد السياسي» أي قيمة اضافية لوزارة الشباب سوى المزيد من المسميات والعناوين الفضفاضة والعبء المادي حتى لو كان التمويل يأتي عن طريق منظمات دولية، فيما الوزارة برمتها باتت بحاجة الى تفعيل دورها الرسمي والمجتمعي أكثر من أي وقت مضى، ليكون فعلاً على الارض، وليس كما تنقله وسائل الاعلام، من أخبار، لا يتوقف عندها الشباب–ان توقفوا- أكثر من انتظار اشارة ضوئية تسمح لهم بالمرور، في حين يغادر الوزير موقعه ولم يترك أثراً له سوى اجراء تنقلات، هنا وهناك!