سميح المعايطه
عودة الرأي الى الصدور الورقي متزامنا مع عيد صدورها مع ما تعانيه وتحتاجه يعيدنا إلى سؤال الدور الذي يتحمله الإعلام في خدمة الدولة وبخاصة في أيام الأزمات.
البعض يعتقد أن زمن الورق قد تلاشى، وربما يكون هذا صحيحا لكن دور الإعلام ما زال قائما، ومازالت الحاجة لصانعي المنتج الاعلامي كبيرة، فليس كل قول أو صورة أو تعليق إعلام، ومؤسسات الإعلام مثل الجيوش قد تتغير أسلحتها وطريقة قتالها لكن الإعلام هو الجوهر كما فكرة الجيش لا يمكن الاستغناء عنها.
ولأن القيم الكبرى في الدول تتعرض لضربات موجعة ومركزة فإن الدول لا غنى لها عن إعلام يحمل قيما أولها ان يؤمن بالدولة، فمن لا يؤمن بشي لايقاتل لاجله، وعندما يعتقد بعض العابرين لمواقع المسؤولية ان حسابا على الفيسبوك على أهمية مواقع التواصل يكفي الدولة لخوض معاركها، فإن هذا المنطق لا يصلح مع الدول التي ما زالت كلها تحتاج إلى تمتين علاقاتها مع الناس عبر مضمون وفكر، وإلا فما الذي يدفع جنديا الموت فداء لبلده ان لم يكن مؤمنا بقيمة كبرى ولديه عقيدة تجعله يغادر الدنيا.
الدولة ما زالت وستبقى تحتاج إلى إعلام القيم والرسالة، وإلى إعلاميين أصحاب مضمون، يؤمنون بالدولة ويقاتلون من أجل بقائها لا إلى شكليات الإعلام، وكل من يجرد الدولة من سلاحها الفكري والاعلام الحقيقي كمن يسلبها ركنا من أركان قوتها.
قد تتغير الأدوات لكن القلم ليس هو الذي يحمل الحبر بل القلم هو أداة نقل الرسالة من عقل الاعلامي إلى الناس ،لكن إذا صاحب تغيير الأدوات تفريغ للإعلام من مضمونه فقد تغير شيء آخر .
حين أنشأت الدولة الرأي كانت تحتاج إعلاما يحمل رسالة في مرحلة صعبة ،تماما مثلما كانت الإذاعة الأردنية عند ظهورها لسان الدولة وسيفها، ومازالت الدولة الأردنية وستبقى تحتاج إلى من يصنع المنتج الاعلامي الأردني وإلى مؤسسات تقدم هذا المنتج للاردنيين كما كانت تحتاج هذا في أصعب المراحل.