د. محمد كامل القرعان
شيء غاية بالجمال والبهاء الاحتفال بيوم العمال ، وتحديد يوم في السنة للفت أنظار العالم بدور هؤلاء في البناء والنماء والعطاء , وما تشهده صفحات الشبكات الاجتماعية ، خاصة من اصحاب الشركات والقطاعات التعليمية والتجارية والصناعية ، تهنئة العمال في عيدهم ، لكن في الوقت نفسه الشيء الاجمل هو العمل على صون حقوق هذا القطاع ومنحهم كامل اميتازاتهم وتقدير تعبهم ومسح عرق جبينهم بالامتنان، والاجدر أيضا حمايتهم من تغول أصحاب العمل على أرزاقهم وقطعها والاستغناء عن خدماتهم بهتان وبطلان.
وحتى في ظل وجود قانون يحفظ مكتسبات هذه الفئة ويعمل على رفع الوعي والتمثيل القانوني بحقوقهم القانونية وفقا لقانون العمل الإردني ،ويحفظ حقوق اصحاب العمل ، الان ان هنالك تصرفات مزاجية وفنون يمارسها بعض ارباب العمل في الانتهاك والتعدي والتبجح على مكتسبات هذه الفئة، وممارسة ابشع صور الاذلال والاهانة بطرائق عديدة ومتنوعة تفوق الخيال ؛ فتتعدد اساليب الجباية وسرقة حقوقهم وابتزازهم (بثمن بخس).
وتحتاج هذه الى صحوة الضمير عند أصحاب العمل وتحمل امانة مسؤوليتهم ، لانه حتى في ظل وجود قانون رادع وحازم لصالح العامل، الا هناك مداخل كثيرة لمضايقة العامل ودفعه ترك وظيفته ، وهناك تجاوزات بالجملة لجميع الانظمة والقوانين العمالية ، وفي الاردن أفضلها عالميا.
وكم من عامل سرح من عمله نتيجه مطالبته بحقوقه او تعديلها او طالب بزيادة او اجازة سنوية او انصافه او ترقيته او عدم العمل خارج الدوام الرسمي او فوق ساعات العمل الرسمية ، او طالبت هي بحضانة طفلها أو ان لا تعمل عمل اثنتين اي سكرتيرة لمديرين ؟ أو الاستغاء عن العامل لأسباب واهنة لا مبرر لها ، ولا تتعلق باي شكل من الاشكال نتيجة اخلال العامل باي من بنود العقد لا سيما الالتزام وساعات العمل والانتاجية وغيرها .
وكم من عامل انتزع منه القبول في بنود العقد مقابل اجر دون الحد لظروف تتعدد ، لتامين لقمة العيش أو كخريج جديد للبدء في مشوار الحياة، وما تبع ذلك من الاضطهاد والحسم والتهديد والقهر والمضايقة واشكال كثيرة تصلح لحبك قصص وروايات وعمل مسلسات ومسرحيات تسرد حياة عامل.
وامام هذه التعديات لا ضير من تنفيذ أنشطة رفع الوعي وأطلاق مبادرات للعمال وأصحاب العمل ، ومن جال اخر تقديم الدفاع القانوني والاستشارات القانونية والفنية وبناء قدرات المحامين ، وتوزيع الإصدارات القانونية والتوعوية والتثقيف ، من اجل مناصرة حقوق العمال ودعمهم قانونيا وحقوقيا وفقا للنهج المبني على الحقوق.
ومن الاهمية في مكان معرفة العامل حقوقه وفقا لقانون العمل الاردني مثل ( عقد العمل ، اصابة العمل ، الحد الأدنى للاجور ، العامل ، العمل ، عقد العمل الجماعي ، الاجر ، الإجازة المرضية ، العمل العرضي والموسمي، العمل المؤقت، المؤسسة ، المرض المهني ، الإنتهاكات، الإقالة والإستقالة، عمل النساء ، حقائق بمناسبة اليوم العاملي للعمال ) جميعها تساعد العامل وترفع وعيه في طريقة مطالبته بحقوقه.
وتحية لعمال الاردن ، وتحية لمن صان كرامة هذه السواعد بامانة ومسؤولية، ولمن يريد التحقق ؛ فالشواهد حاضرة بكل مكان عمل والاستثناء قليل.