عبدالحافظ الهروط
حرب عالمية مستمرة على كورونا والخسائر البشرية والمادية باهظة، والأردن من هذا العالم الذي يناضل للحفاظ على صحة أبنائه كهدف أساسي.
لا يختلف اثنان من بين ملايين الناس لو أن العالم وفي مقدمته أهل الساسة ومن يساندهم ويحتكم بأمرهم، لو حكمّوا عقولهم لتسخير كل هذه الثروات والخيرات للعلم والصحة والتنمية لما كان هناك جائع أو مشرد أو حتى قتيل وأن السلام قد عّم، ولكن أنفساً بشرية قد قدمت الشر على الخير، وهذا ما يجري.
تتعطل الحياة على وجه الأرض وفي الفضاء جراء فيروس لا يُرى، ومع ذلك، ما تزال «الإنسانية» تطوف على نطاق ضيق بين الدول، إذ كل دولة «تقلع شوكها بيدها»، فأين التحالفات وأين الدول الغنية من الفقيرة في الدعم والمساعدة، مع الإشارة إلى أن كل دولة من دول العالم لديها رعايا بما فيها الدول المتحاربة؟!.
نعتز بأن الأردن، وبفضل الله تعالى، ومن ثم كل الجهود التي تُبذل من الدولة، وهو يأتي في عداد الدول القليلة التي تحاصرالجائحة بنجاح، وكأن لديه ترياقها، فهذا البلد الطّيب أهله سيبقى بعون المولى بلد السلام والأمان وكما قال عنه الشهيد وصفي التل رحمه الله «الأردن ولد في النار ولن يحترق».
نعم، الجائحة ورغم كل التقارير التي تقول عنها بأنها إلى هزيمة، إلا أنها ما تزال تحصد الأرواح، فيما المؤسسات بمختلف أنواعها والمصنّعة لأحدث الأسلحة الفتاكة، كلها جاثمة، مثلما تقف الدول العظمى أسيرة لفيروس كورونا، منهمكة في إيجاد اللقاح الذي يحرر عقول علمائها، ولا ندري إذا ما كان يطول و يقصر.
كأردنيين، علينا مواصلة دورنا، سواء في الحظر او التحرك المسموح به دون ان تُغرّر بنا احتياجاتنا اليومية للإنفلات والتهافت على محلات تتوافر فيها المواد لأشهر طويلة بما فيها شهر رمضان المبارك.
هذا سلوك علينا أن نتخلى عنه الى الأبد، عدا انه بيئة خصبة لانتشار هذه العدوى وصورة مسيئة لنا ولبلدنا.
وكيلا نغفل عن الصور الجميلة، تلك التي تقوم بها الجهات المعنية وبحّس إنساني ووطني، يساندها انضباطنا امام المحال التجارية ونظافة المكان والهدوء في المنازل وأن هذه «الوحشة» التي لم نعتدها، ستكون سبيلنا لممارسة سلوكيات أكثر تحضراً مما كنا عليه في حياتنا التي ملأناها ضجيجاً قبل الجائحة، إذ كنا نسمع الوف الزوامير ولا نرى غمازاً يهدينا إلى ذات اليمين أو ذات الشمال، على سبيل المثال لا الحصر.
مرة أُخرى، دعونا لتكون جائحة كورونا التي نحاربها اليوم، فرصة لتعديل سلوكياتنا الخاطئة ولتستقيم حياتنا، ورُبّ ضارة نافعة.