د. محمد كامل القرعان
من أجل إدارة معركة احتواء الفيروس ، ولاسبوعيين مقبلين ، تخضع الاردن لأمتحان يثبت لانفسنا وللعالم ، ما مدى صلابة الشعب الاردني والتزامه وتوافقه لتجاوز كل الصعب والمحن، ولكبح جماح فيروس كورونا ، ولتعلن المملكة ، عدم تسجيل إصابات جديدة في هذا الوباء العالمي.
ويمر الاردن كغيره من بلدان العالم ، في رحلة طويلة وشاقة ، عملت خلالها السلطات الاردنية بالتعاون مع المواطنين والمقيمين على اراضيها، على احتواء الفيروس، ما يمنح في النفوس ويبعث في ذاتنا بصيصا من الأمل ولبقية أرجاء المعمورة التي تكافح الوباء، وحتى يتحول الكابوس اليومي الذي نعيش إلى نقطة الصفر في القضاء على كورونا.
وحتى يشكل الاردن نموذجا في اتخاذ الإجراءات الصارمة لوقف تفشي الفيروس، لا بد من التعاون والانصياع لجميع التعليمات الصادرة عن الجهات المعنية ، وما هي الا ايام قليلة ونلتقي فيها معلنين النصر ، ونعلن للعالم بكل فخر ان شاء الله ان الاردن استطاع ونجح في جهوده ان يقضى ويهزم هذا المرض ، الذي اودى في حياة الكثيرين في العالم واصاب الكثيرين منهم.
ونستطيع ان نجعل من المنحى في هذا المرض، ان يتجه الى الاسفل ، وهذا ما دفع الدولة الاردنية لفرض مويد من القرارات والاجراءات ، وتعطيل جميع المؤسسات والوزراات الحكومية والخاصة ، وحظر التجوال ، وتفعيل قانون الدفاع (2) ، ليتجة الى الصفر ، بعد التزام كامل وملموس في جميع التعليمات والقوانين ، وأن هذه النتيجة تعني أن أدوات الاحتواء والعلاج التي استخدمتها الدولة ناجحة بشكل كبير .
وتخضع المدن الاردنية لإغلاق تام منذ اربعة ايام ، بحيث يمنع الدخول أو الخروج من والى هذه المحافظات، وهذا يستلزم من الناس التزام منازلهم بشكل كبير واتباع الاجراءات بدقة وطاعة ، بعدما نشرت الحكومة اخبار وإشعارات بهذا الشأن، ويستثنى من ذلك من معه إذن رسمي للدخول أو الخروج.
كما واوقفت الاردن كل الرحلات الجوية والبرية والبحرية إلى المملكة ، وحركة المركبات ، الأمر الذي يخفف من انتشار الفيروس ، وغير ذلك لن يقف الأمر طبعا.
ودفعت الاردن بالعاملين في مجال كادرها الصحي الى مراكز العزل والحجر التي اعدت لذلك ، كما استعانت بالوسائل التكنولوجية مثل استخدام تطبيقات ذكية ، يحدد ما إذا كان الأشخاص بحاجة إلى حجر صحي أم لا ، لاحراز تقدم كبير في معركة احتواء فيروس كورونا.
وما هي الا تجارب تزيد من قوة الدولة وحفاصتها وادارتها للازمات والكوارث بنجاح.