د. محمد كامل القرعان
القادة الجيدون كما يعتقد جون ماكسويل يطرحون أسئلة عظيمة، وكيف يمكن لهذه الأسئلة تطوير بيئة العمل ، وأي الأسئلة يجب أن توجهها لفريقك. ومن الذي يجعل من شخص ما قائدا جيدا ؟ يقول خبير نظريات التسيير سيمون سينيك، أن القائد الجيد هو من يستطيع أن يجعل أعضاء فريقه يشعرون بالأمان. هو من يدعوهم للانضمام إلى دائرة الأمان خصوصا داخل اقتصاد غير عادل - مما يعني مسؤولية أكبر.
وأحد أهم صفات القائد الطموح ، هي إلهامُ الآخرين وتحفيزهم لكي يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات والقرارات الصحيحة؛ وهذا ما يدفع لأن يكون قائداً يمتلك حضوراً قوياً، ليس في إلقاء الخطابات وعقد الاجتماعات فحسب، ولكن من جميع النواحي. وهو ما يجعلهم يبدونَ مثل أيِّ شخص آخر؛ لأنَّ الأنماط السائدة في "الحضور القيادي" سُرعانَ ما تتح.
كما وتعد القيادة الإدارية الناجحة بما تمتاز به من صفات، واحدة من أبرز أجزاء السلوك البشري المكتسب والمهم ، التي تدخل بشكل مباشر في العمل الإداري وانجازه ، باعتباره الجانب المسؤول والمباشر عن توجيه المهام وتوزيع الادوار والموارد المختلفة سواء المادية أو البشرية نحو تحقيق الأهداف الرئيسية والفرعية المرسومة ، والمراد تحقيقها على المديين القصير والبعيد، الأمر الذي يجعل منها من أهم الأدوات الحتمية التي تضمن استمرار العمل ونجاحه في الميادين الحياتية كافة، وتحويل الرؤى الى أهداف ونتائج مرغوبة بما يضمن توظيف الكفاءات واستثمار الموارد ، والتخطيط والتنظيم والتوجيه لتحقيق الغايات.
وطبقا لمفهوم القيادة الناجحة، وما يتحلى به القائد الطموح ؛ فنحن امام تحد يحتاج الى إعادة النظر ، وذلك في ظل غياب هذه القيادة عن بعض المؤسسات، والتي تدار في اغلبها بلسان شخص واحد .
وتحتاج الدولة في ظل الاعتراف بأزمة إدارة إلى قادة طموحين معلمين ملهمين، يتحلون بالثقة بالنفس ، والقدوة في الادارة ، وقادرين على الاتصال والتواصل والتأثير قي الاخرين، وايضا يتمتعون بالمهارات اللازمة لإدارة مؤسسات وززارات وشركات ، ولديهم رؤية مستقبلية لتطوير العمل وتحقيق إنتاجية للمؤسسة بغض النظر عن طبيعة عملها.
ما تعانيه مؤسسات الدولة من تراجع في بعض مفاصلها واستظلالها بالبيروقراطية، تفرض على الحكومات البحث عن قادة ، وهم أصحاب القرار الناجع والصائب ، بعيدا عن مدراء يسعون لتحقيق مكاسب شخصية ورفعة في العمل ، وعنجهية في الإدارة ؛ فمعظم الفشل الحاصل في تحقيق الإنتاجية ، يعود لضعف الإدارة العامة في الإلهام ، وشتان ما بين القيادة والادارة.