د. محمد كامل القرعان
أن ما يريده الأردن هو عراق مستقر وموحد وقوي، وعراق يرعى الاختلافات السياسية وتنوع الرأي ويتمتع بالحرية، كما ويرعى احتياجات شعبه وازدهاره ومستقبله.
ويريد الأردن أيضا أن يشهد العراق حكومة قوية ممثلة لاطياف الشعب العراقي الشقيق كافة، ولا تهميش لأي طائفة على حساب الاخرى ، وصون وحدته وامنه واستقراره، بعيدا عن صراعات محلية أو دولية وأي محاولات لتقسيمه.
وتنبع هذه الثوابت للمملكة الاردنية الهاشمية لتاريخية العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والروابط والمصالح المشتركة كالدين واللغة بين البلدين الشقيقين ، ولتشاركهما ووقوعهما في نطاق إقليمي واحد ، وضمن حدود مشتركة ، واستهدافهم و تعرضهما للعمليات الإرهابية والمتطرفة ، ما يفرض عليهما توحيد جهودهما عسكرياً واستخباراتياً وتجاريا لتجفيف منابع الإرهاب.
ويجي التحرك الاردني الأخير نحو العراق انطلاقا من هذه الثوابت الراسخة في العمق والحرص الدائم على تمتينها وتوثيقها وتطويرها ونمائها ، والسبب الثاني : ما يشعر به الاردن من قلق حيال ما يجري على ارض العراق من صراع تسبب في تفاقم الازمة الامنية والسياسية والاجتماعية لديه.
كما وجاءت الرسالة الملكية السامية التي نقلها وزير الخارجية ايمن الصفدي واضحة ومباشرة في وقوف الاردن الى جانب العراق الشقيق بكل محنه ومساعدته على تجاوزها حتى تعافيه، ورفضه لتصفية الحسابات على حساب العراق وابناء شعبه ومستقبلهم.
وقد دفع الاردن بعد 2003 الكثير بالكثير من الأزمات والخلافات بسبب الاحتلال الأمريكي وما تبعه من تداعيات خطيرة على العراق والمنطقة على حد سواء , إلا أن كلا القيادتين السياسيتين في البلدين سعت بكامل قوتها تجاوز هذه التحديات من اجل بناء علاقات مستقبلية متوازنة تقوم على احترام الأخر وحسن الجوار.
وهناك العديد من القواسم المشتركة والمصالح المتبادلة التي لا يمكن تجاوزها بسبب انعكاساتها المختلفة على البلدين وإحلالها على الساحة الوطنية لا سيما التكامل الاقتصادي والفرص المتوفرة واستضافة الاردن للجالية العراقية بأعداد كبيرة وكون الأردن هو البوابة الرئيسية للعراق إلى العالم.