د. محمد كامل القرعان
لقاء رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الأخير مع عدد من طلبة الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة ، شكل مبادرة ايجابية وطنية ، جاءت في مسيرة تعزيز توجهات الدولة في اشراك الشباب باتخاذ القرار ، وذلك من خلال افساح المجال لهذه الفئة الغالبة الاستماع الى توجهات الحكومة وادارة النقاش حولها بشكل يضمن الانصات لاراء الشباب وافكارهم حيال مختلف القضايا الوطنية والمستقبل الذي ينشدون.
مثل هذه اللقاءات التي يجب ان تسن كتشريع ملزم للحكومة لبلورة مرحلة مقبلة ، تعقد باستمرار مع الشباب لدمجهم بمصير بلادهم ، واطلاعهم على كل التحديات من جهة ، وتنويرهم بفرص النجاح من جهة اخرى، ناهيك عن ان مثل هذه اللقاءات من شانها ان تعزز ثقة الشباب بانفسهم وتدفعهم باتجاه مسارات وطنية واشعارهم بوجودهم وحضورهم وانهم جزء من المخططيين والراسمين لمستقبلهم حتى يتحملوا مسؤولياتهم حيال ما يقررون .
وهم اي الشباب من يحلمون ويطمحون بمستقبل واعد وهو احد حقوقهم الاساسية ، من واجب الحكومة ان توفر لهم منصات التنادي والحوار ، الى جانب دفعهم لتحملهم على مسؤوليات اقتراحات واراء هم اطلقوها، وتجسيد ايضا وهم الاهم مبدأ التشاركية معهم الى جابن تاهيلهم وتمكينهم بكل الفرص المتاحة ، ليكونوا على اكمل اوجه الاستعداد لتحمل اي مسؤولية في المستقبل.
أن هذه العملية بل والخطوة التي تسجل لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ، مهمة من كل الاتجاهات والابعاد ، فهي تحاكي جيل يحتل فوق 70 بالمائة من المجتمع الاردني ، ولذا فقد ابتهج هؤلاء المنتدون في الاجتماع من مسارات كثيرة وفوائد عديدة من شانهاان تعود على الوطن بالخير و النفع.
وهنالك العديد من الفوائد الكثيرة ترتبت على هذا اللقاء ، بحيث اتاحت للشباب معرفة المعلومات من مصدرها ، بل وامكانية الاستفسار والاستيضاح حول اي سياسة للحكومة او قرار عن قرب ودون وسيط ، لذا يجب ان يستمر هذا اللقاء لرئيس الحكومة وفريقها الوزاري لكسر الجليد بينها وبين الشباب وبشكل شهري ودوري، وهو الامر الذي يجب ان يكون من اهم اولويات الحكومة.
وقد تناول حديث رئيس الوزراء موضوعات مهمة وما تضمنته الحزم التي اطلقتها الحكومية ، بالنظر في الرواتب والأجور التي يتقاضاها القطاع العام، والارتقاء بالصحة والتعليم والنقل العام، في الوقت ذاته الى ان الحكومة تهدف في موازنة العام 2020 الى عدم زيادة الضرائب وتحسين الأجور والخدمات الحكومية.
وتأتي هذه المشاركة تنفيذا لرؤى جلالة الملك عبد الله الثاني بضرورة إشراك الشباب في الحياة السياسية وواقع الحكومة.
وجاء هذا للقاء بعنوان (الموازنة العامة وأولويات الحكومة)، بتنظيم من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، وبحضور عدد من الطاقم الوزاري في المركز الثقافي الملكي.