د. عميش يوسف عميش
الأوزون O3 غاز سام ويتكون من ذرات الأكسجين، ونسبته في الجو ضئيلة. عالم الكيمياء الهولندي (مارتينوس ماروم) واثناء تجاربه عام 1785 شم رائحة الاوزون ولم يدركها وفي 1839 شم كريستيان شونباين الرائحة واستطاع عزلها واسماها الاوزون. واستنشاق الاوزون يهيج الرئتين يحرق العينين ويؤدي لمضاعفات صحية. اهمية الاوزون حماية الارض وحياتنا من الاشعة الفوق بنفسجية. وظهر ثقب الاوزون منذ الثمانينيات ورصدته الأقمار الصناعية ويستمر ظهوره شهري تشرين الثاني وكانون الاول. اجتماع سالزبورج عام 2004 حضره 700 عالم لدراسة الاوزون. وحذر استخدام الغازات (الكلوروفلورية) التي تساعد انحسار الاوزون بمقتضى بروتوكول مونتريال 1987.
فحياتنا تعتمد على الاوزون رغم تواجده القليل ويعمل كفلتر للإشعاعات الفوق بنفسجية المتوسطة الطول الضارة. وتواجد الاوزون بالغلاف الجوي. (1) الاسفل بارتفاع 15كم.
(2) الاوسط 15-50كم. (3) الاعلى 50-85كم.
الجزء الاسفل يتسارع بتأثير اشعة الشمس على ملوثات الجو خاصة كالهيدروكاربونز من دخان السيارات، ونيتروجين الصناعات ووسائل النقل. الأوزون حيوي لحياة الإنسان لحمايته من الإشعاعات الفوق بنفسجية. والكيماويات (CFCs)- وتستخدم كبخاخات لإزالة رائحة الجسم، ومبيدات الحشرات، واطفاء الحرائق، وغازات التبريد كالمكيفات والثلاجات ومؤخراً الصناعات الإلكترونية..
لقد اثبت انحسار الأوزون فوق القطب الجنوبي، خطراً على الإنسان والحيوان والنبات. وانذر العلماء خطورة استخدام(CFCs) لتسببها بانحسار الأوزون، لأنها تقوم بترشيحها الإشعاعات الفوق بنفسجية. وحذر دولياً بضرورة منع استخدام المواد الكيماوية المساعدة لانحسار الأوزون. عام 1972 تم إنشاء برنامج البيئة NEP للأمم المتحدة. وعام 1985 عُقِد مؤتمر فيينا لمتابعة حماية الأوزون.
عام 1987 وقعت 47 دولة صناعية بروتوكول حماية الأوزون بمونتريال. وتخفيض استعمال مركبات(CFCs) ووقعت120 دولة لاحقاً لإسراع التنفيذ. عام 1995 صدر قرار المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) انحسار الأوزون ليصبح 10%-15% شمال الكرة الارضية. وإنحساره مهم لخطورته على حياتنا والحيوانات والنباتات والمناخ فالانحسار يزيد إشعاعات (UVB) الضارة ونسبة حدوث السرطانات الجلدية خاصة (Melanoma) بسبب ازدياد العمر والتعرض للشمس. المتوقع انحسار 40% إذا لم تتخذ الإجراءات لتقليلها لان (UVB) تدمر خلايا الجلد وتسرع بالشيخوخة وتدني المناعة وإعتام عدسة العين. وتدميرها للحيوان والنبات. استمرار انحسار الأوزون وارتفاع الإشعاعات الفوق بنفسجية يرفع درجة حرارة الأرض والتصحر وموت النباتات، والكائنات البحريـة وذوبان الثلوج والفيضانات وإغراق المدن وتدميرها وتشريد وتهديد البشر. ستحدث كارثة لو وصل الانحسار ل50%، والمطلوب من العلماء المزيد مـن البحوث. وعلى القادة تطبيق بروتوكول مونتريال، والدول الغنية مساعدة الدول الفقيرة ولإيجاد مواد لمنع انحسار الأوزون.
واخيراً فموضوع الاوزون صراع الطبيعة ضد الانسان. ولا بد من تعاون دولي للحفاظ على البيئة اذا ما فكرنا بما سيحدث عام (2050) لحياتنا على كوكبنا والحفاظ على البيئة من اخطار كثيرة اولها انحسار طبقة الاوزون.