د. محمد كامل القرعان
لقد أظهر شبابنا القيادي في مواقع وزارية اليوم قوة مدهشة وهائلة في التغلب على رعب أتخاذ القرار ، واكدوا ذلك الجانب عبر محطات أتيحت لهم عبر مواقعهم القيادية ، كانت تائهة في غياب الجب وضائعة في انفاق التشرد وألم الخوف. ورغم أنه لا يوجد شيء يمكن أن يغير من أخطاء وقع بها البعض بالماضي، فإن هؤلاء القياديون يستطيعوا اثبات أن بالإمكان التغلب حتى على أعتى الظروف المناوئة للنجاح. وقد اثبتت المواقع لبعضهم ، بانهم باتوا بالفعل يستطيعون ، استثمار فرص الوقوف على منصات الفوز .
إنهم يمتلكون قوة العزيمة والتصميم والإرادة، بأبعادها المعرفية والعلمية والجسدية، وهم الأقدر على الإنتاج والتميز والإبداع والتغيير، وقد جاءت الرسائل الملكية السامية متوالية للحكومات الإردنية، باعطاء الشباب فسحة في ادارة المجال العام ، ومنحهم أدوارا محورية أساسية في أركان الدولة ومفاصلها ، لذا فالضرورة تقتضي أن يدير الشباب الكثير من المواقع السيادية والمهمة في الدولة ككل.
هذه الفئة الغالبة في الاردن، يعقد الوطن والملك عليها الآمال والطموحات، لانها الاقدر على أستيعاب الجو العام ، وقادرة على الاضطلاع بالمسؤولية وتفهم أحتياجات المجتمع الاكثر شبابنا، وهنا تترجم إيمان جلالةالملك عبد الله الثاني ، بان عدم منح الشباب مكانتهم الحقيقية، واغفال أدوارهم الوطنية ، لا تساهم في بناء البلد، "فأوساهير" الشاب الياباني هو الذي أدخل المحرك الأوروبي في الصناعة اليابانية، ما جعل اليابان تضع قدمها على طريق التقدم الصناعي.
واتحدث بهذا الصدد عن الشباب المؤهل القادر على إدارة العملية بكل جزئياتها مع استشعار مكوناتها وادارك نجاجاتها ، وعكس ذلك الاتجاه فان التخلف يكون تحصيل حاصل لكل بلد تحمل مسؤوليات كبيرة لأشخاص لم يؤهلوا لاستلامها كما هو حاصل ليدنا ببعض المواقع التي افشلها أصحابها.
ولقد رسم شبابنا المؤهل الحامل لقضايا الأردن معالم شخصية هذا البلد، وحدد موقعه ، كرقم له اهميته على خارطة العالم ، بفهم قضاياه مع المضي لعلاجها والاعداد لكل قضية ما يلزمها، نريد ان يمتزج انتماء الشباب وقدراتهم واراءهم ، بتحقيق افاق رحبة لبلدهم لكن المطلوب افساح المجال لهم.
وأدرك تماما بأن تخلف دول، هو عدم الإيمان والقناعة بالشباب، وحجب الفرص بأخذ حقهم في صنع القرار، وتوظيف اابداعاتهم ، ولذا لم تكن هناك برامج تمهيدية تقويمية تطويرية حاضنة لافكار شريحة كبيرة من الشباب بالشكل المطلوب، بل كانت عملية التعامل معهم مبطنة واجترار سياسات واسترتيجيات أكل عليها الدهر وشرب ، لذا فالضرورة تقتضي أن يدير الشباب وكأي كفاءة وطنية المواقع السياسية والمهمة في الحكومات،وتوفير فرص ملائمة لهم، وفتح المجالات المختلفة وتسهيلها ومحاولة تقديم المساعدة لهم .
ما اردت توضيحه بانه لا يمكن الاستغناء عن الكفاءات الشابة القيادية في تسلم مواقع قيادية ولا بد ان تقتنع الحكومات بهذا الجانب، لدفع عجلة النهضة وتوجيه معاول الانتاج، وعليه تتحمل الحكومات مسؤوليات تهميش الادوارة القيادية ، والدفع في عملية صناعة القرار وتفعيله.