النائب د. فايز بصبوص
عند اقتراب موعد استعادة منطقتي الباقورة والغمر بعد خمسة وعشرين عاماً من استئجارهما الكيان الصهيوني بدأت هناك الاسطوانة المشروخة تعيد نفسها من خلال الشائعات والتأويلات والتشكيك من قبل نفس النخب التقليدية والتي دأبت دائماً على التشكيك في أي موقف أردني تجاه أي قضية تطال الكيان الصهيوني وتبدأ ببث الإشاعات والسموم التي لا ترتكز مطلقاً على أي من الحقائق والتي تعتمد أساساً على التسريبات الممنهجة والمنظمة التي يصدرها الكيان الصهيوني بهدف ضرب مصداقية النظام السياسي الأردني معتمدة على تلك الزمرة التي تلتقط كل ما يسربه هذا الكيان لجعله حقيقة واقعة وذلك عن وعي أو غير وعي فإن هذه الزمرة ما زالت تمارس الإشاعة والتهويل والتشكيك من أجل اكتساب بعض الإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي دون التدقيق ولو بالحد الأدنى فيما يصدر عن الدبلوماسية الأردنية والتي أكدت دون مواربة أو تشكيك بأن هذه الأراضي ستعود للسيادة الأردنية ولن يمدد بروتكول استئجارها مرة اخرى.
وهذا ما أكده جلالة الملك في كثير من المناسبات، وأكده أيضاً وزير الخارجية أيمن الصفدي، وللعلم فقط ان جلالة الملك وبإقرار من كل المراقبين السياسيين والدوليين لا يمكن ان يتراجع عن موقف قد قاله مسبقاً, لأن مواقف جلالته والخاصة بالكيان الصهيوني مواقف تتخذ دائماً بعد دراسة وتمحيص, من هنا يمكن القول أن ما يشاع على أن الكيان الصهيوني يحاول إخضاع موضوع المعتقلين الأردنيين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي للابتزاز من أجل تمديد البروتوكول هو محض هراء، ذلك أن الأردن يعتبر الاعتقال وتمديده إدارياً للمواطنين الأردنيين هو بمثابة تطاول على السيادة الأردنية، ولذلك تم استدعاء السفير الاردني في الكيان الصهيوني من اجل التشاور.
إن التطاول الصهيوني قد بدأ يتخذ أبعاداً غير مسبوقة، وأن هذا التطاول يهدد العلاقة الأردنية مع هذا الكيان الغاصب ويضع اتفاقية وادي عربة على المحك، والسبب الرئيس في ذلك هو الصمود الأردني غير المسبوق، والذي تمحور حول رفضه «صفقة القرن» وقدرته على الوقوف في وجه كل الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية، فتماسك وحصانة الجبهة الداخلية مستمدة أصلاً من مركز قوة الأردن الكاملة في التكامل بين المواطن والمؤسسات والنظام السياسي برمته، لأن الأردن ليس بلداً من بلدان الشرق الأوسط القابلة للاختراق.. إنه بكل وضوح هوية ورسالة.