خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مقتل البغدادي.. هل بات العالم أكثر أمناً؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. راكز الزعارير عملية تصفية أبو بكر البغدادي رأس منظمة داعش الإرهابية وزعيم الخوارج على الاسلام وعدالته ووسطيته، يعتبر بكل المقاييس مكسبا كبيرا على المستوى المعنوي والمادي للمسلمين والعرب والسلام الإقليمي والعالمي، وإزالة جزئية لصورة التشوه التي طبعها عن المسلمين في القرن الحادي والعشرين.

وبغض النظر عن القوة الأميركية المنفذة لعملية تصفية البغدادي والتي ما كان لها أن تنفذ بنجاح بدون الجهود الاستخباراتية العربية الكبيرة المتحالفة وعلى رأسها الجهود الاردنية الرائعة للمخابرات والقوات المسلحة الاردنية على محاربة الاٍرهاب، وكذلك الجهد العراقي الذي وفر المعلومات عن تحركات وتخفي البغدادي ومعظمها جاءت من اقرب المقربين اليه الذين تم اعتقالهم من قوات الامن العراقية كمعلومات تحقيقية ودقيقة.

البغدادي تمت تصفيته من قبل الأميركيين، وفجر نفسه بنفس الأسلوب والطريقة الوحشية التي مارسها وجماعته كوحوش بشرية تمتهن القتل لمجرد القتل ضد ابناء قومه ودينه وامته اولا وضد الانسانية ثانيا بأيديولوجية التطرف والارهاب الذي لا دين ولا مبدأ له الا عند أولئك المتاجرين بمبادئ الاديان والعقائد السماوية السمحة (بشر القاتل بالقتل).

نهاية البغدادي بشكلها ومضمونها أشفت صدور وغليل أهالي آلاف الضحايا الذين فقدوا حياتهم في مواقع شتى من بلاد العرب والمسلمين والعالم خلال الخمس سنوات الماضية، واشفت جزءاً من الغليل في صدور الاردنيين الذين فقدوا ثلة من خيرة شبابهم، الشهيد البطل معاذ الكساسبة والشهداء الأبطال الذين ضحوا بارواحهم في سبيل امن المواطنين والوطن ضد «داعش» في إربد والبقعة والسلط والكرك.

مقتل البغدادي ليست نهاية للإرهاب والتطرف البغيض الذي يغذي الكراهية والصدامية بين الامم والشعوب والحضارات، إلا أنه خطوة قوية في طريق ضرب رموز الاٍرهاب والتطرف ماديا ومعنويا، ونموذجا سيتكرر لقادتهم في المستقبل، ويشكل رادعا للشباب والأجيال الذين يتم التغرير بهم لغايات الاستقطاب لداعش و القاعدة وغيرهما من منظمات الاٍرهاب، والنتيجة واحدة في المستقبل و كما كانت نهاية البغدادي وابن لادن وغيرهما. ولكن يبقى السؤال الأهم الذي يجب على قادة الولايات المتحدة الاميركية التي نفذت عملية تصفية البغدادي، وهو الإجابة عن الدوافع التي ترمي بآلاف الشباب العرب والمسلمين من شتى أنحاء العالم في أحضان التطرف والإرهاب وتحفزهم على ارتكاب جرائم الاٍرهاب.

الرئيس ترمب تحدث عن العملية بمفاخرة عن الجوانب الفنية والمهنية العالية والاحتراف في التنفيذ واستخدام التكنولوجيا، وأن العالم أصبح أكثر امنا، لكنه لم يتطرق الى الحافز الرئيسي للتطرف في العالم العربي وهو الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، والدعم الأميركي غير المشروط للتعنت الاسرائيلي، والذي يخلق أو يساعد على خلق المناخ والبيئة الملائمة لنمو وانتشار التطرف والارهاب غير المبرر والمرفوض بكل الأحوال ومهما كانت الأعذار، ولكن اذا كان هدف الولايات المتحدة الوصول الى عالم اكثر امنا وسلاما كما اكد الرئيس ترمب في بيانه، فعليه وعلى قادة الولايات المتحدة ان يعيدوا النظر بسياساتهم في شأن القضية الفلسطينية التي هي جوهر مشاكل الشرق الاوسط كما يؤكد دائما الملك عبدالله الثاني، وحتى يتحقق الهدف المرجو بعالم اكثر امنا وعدالة واقل تطرفا وإرهابا من داعش والبغدادي وغيرهما من رموز ومنظمات التطرف والارهاب.

Rzareer @hotmail.com

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF