خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ثنائيات في حياتنا

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة تمثل الثنائيات منهجية لدراسة الظواهر الاجتماعية في ضوء المتغيرات الحادثة على تلك الظواهر أثناء تفاعلها أو تدافعها او تنافيها. ولما كانت الحياة الاجتماعية متطورة، وتكون عادة متناقضة أكثر منها متطابقة، والأفراد فيها كما الجماعات غير متجانسين، وهم موزعون على مواقع اجتماعية مختلفة ومتباينة في اهدافها ومصالحها ووظائفها، فالمجتمع يتضمن جماعات مختلفة في اتجاهاتها وأعمالها وأعراقها ومعتقداتها ومستوياتها التعليمية والثقافية الاقتصادية، الأمر الذي يجعل العلاقات الاجتماعية ذات طبيعتين داخلية (داخل الجماعة) و خارجية (خارج الجماعة)، ما يعقد من شبكة الاتصالات الجماعية وتفاعلاتها. كما أن مكانات الافراد الاجتماعية على السلم الاجتماعي غير متماثلة بالضرورة، اذ تؤثر في مسافاتها الثروة المادية والنفوذ الاجتماعي والتحصيل الدراسي. ما يجعل علاقاتها مع بعضها ليست في مستوى واحد، بل مختلفة باختلاف درجات وضعها على السلم الاجتماعي، كما أن ادوارها ليست واحدة لأن موقعها على السلم الاجتماعي مختلف كذلك.اذ أن توزيع المكانات الاجتماعية يحدد ويقرر حجم الاختلافات ودرجتها،فكلما كانت المسافة بعيدة بين المواقع الاجتماعية زاد حجم ودرجة الاختلافات وعدم التكافؤ في نفس الوقت.

أما إشكالية المثال/الواقع، فهي إشكالية أساسية قديمة متجددة في تجربة الإنسان العربي، تجسد خصائص إشكالياته الوجودية المميزة، اذ يعدل الإنسان من سلوكه ليتناسب مع صورة المثال، وليضيف إليها بسلوكه ونزوعه، ملامح إضافية تزيد من قدرته وصلابته، فليس المثل الأعلى حقيقة غامضة ينزع نحوها الشعور الخلقي نزوعا صوفيا، بل هو حقيقة اجتماعية مشتقة من صميم الواقع، وان كانت في الوقت نفسه تعلو عليه، الا أن هذه الصورة، في مركزيتها في حياة الإنسان، وتنوع مصادر تكوينها، ورسوخها في قاع الذاكرة الإنسانية، وتشوقها المستمر إلى آفاق الحلم والمستقبل، أصبحت عرضة لاختلافات متباينة في وجهات النظر والتفسير، لذا كان من المستحيل على الانسان أن يستغني عن تصور بعض المثل العليا، لأنه كائن اجتماعي، يدفعه المجتمع لكي يعلو على نفسه، ويلزمه بأن يتسامى بأخلاقه.

وهكذا يجد الإنسان نفسه، يعيش في إطار من التعاون بالضرورة، محاصرا بمثاله الذي صنعه ونسجه حوله، تماما كدودة القز التي لا تتوقف عن صنع سجونها الحريرية وهدمها،وبهذه الطريقة يمتلك الإنسان بوعيه وليس بغريزته فحسب، حريته الحقيقية.ولكن بعد أن أصبحت الأنا الاجتماعية العليا قانونا صلبا أو شرطا من شروط تحققها. وهذا ما يبقي صورة المثال غنية متدفقة بالحيوية والثراء لا تنضب، وذلك لما لوجودها في حياة الإنسان من أهمية حاسمة في توازن حياته.

إن هذا التزاوج الذي يعكس ترابط سلسلة طرفي الثنائية (الواقعية): الزمان، التاريخ، الفعل، الحركة، الإنسان، مقابل المكان، الجغرافيا، السكون والطبيعة، أبرز عدة مظاهر للممارسة الثقافية لدى الشباب العربي، مثل: اللا تجانس الفكري واليأس الثقافي، إذ يبدو الشاب متخبط المفاهيم والأفكار، تتحكم بممارسته الثقافية ثنائيات المضامين والأهداف تتراوح بين الخرافية والعلمانية، بين الأصالة والمعاصرة، بين الانغلاق والانفتاح.. وما إلى ذلك، وكذلك الجهل بالواقع الثقافي والمحدودية المعرفية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF