خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تأكد أن الشائعة موهومة !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة في سياق تدريسي مساق «الرأي العام» في جامعات أردنية أو عربية وبينما كنت أحاضر في موضوع «الشائعة» كظاهرة اجتماعية بالذات، كنت أبدأ محاضرتي عن تداول المعلومات شفويا، بتمرين عملي أطرحه أمام الطلبة، فأطلب من الطالب الجالس بأول مقعد بأول صف بالمدرج الكبير، أن يقرأ (بصمت) نصا قصيرا يتضمن معلومة محددة، مكتوباً على ورقة صغيرة أخرجها لتوي من جيبي، ثم أطلب من هذا الطالب أن يهمس المعلومة التي قرأها في أذن زميله الذي يجلس إلى جواره، لكي يهمسها كما سمعها بإذن زميله الذي يليه، وهكذا حتى تنتهي عملية نقل ذات المعلومة إلى آخر طالب يجلس في المقعد الأخير في الصف النهائي بالقاعة... فأطلب من ذاك الطالب الأخير أن يحضر إلى مقدمة القاعة ويكتب على اللوح المثبت أمام الطلبة، نفس النص أو المعلومة التي سمعها قبل قليل من الزميل المجاور، حتى إذا انتهى من كتابتها على ذلك اللوح، طلبت من أول طالب أن يكتب على ذات اللوح وفي الحيز الفارغ تحت ما كتب زميله ذات النص المكتوب على الورقة التي أخرجتها من جيبي، وسبق أن طلبت منه أن يقرأها بصمت ويهمس بها لمجاوره من الطلبة في الصف الأول من القاعة. وعندما ينتهي من الكتابه اطلب اليه العودة الى مكانه، واطلب من جميع الطلبة ان يقارنوا بين فحوى النصين، فيبدو على وجوههم الاستغراب، إذ تبين لهم أن النصين قد اختلفا بالمعنى والمبنى بفعل التداول والتسرع بنقل المعلومة والاعتماد على الرواية الشفاهية.

وهكذا الشائعات التي يلذ للكثيرين التحدث بها والاستمتاع بنقلها، بقصد زرع انطباع لدى الآخرين بأن محدثهم من ذوي الاطلاع، ربما تطال هذه الشائعات اوضاعا اقتصادية أو ظروفا اجتماعية أو توجهات سياسية، وما هي إلا مجرد تصورات تناهت إلى مسامعه وبثها بدون اخضاعها الى منطق الأمور وحقيقة الوقائع، وقد تكون محض اختلاق وعن حسن نية، أو لتشويه السمعة بغية الحاق الأذى المعنوى بالآخرين.

ولا تقتصر الشائعات على محيط الشأن العام، فكثيرا ما تتداول في امور خاصة يتم تداولها بصورة تلقائية ساذجة، لترطيب الجلسة والاستمتاع بالحديث، وكسب الجاذبية في التحدث مع الآخرين.

إن المجتمع المتماسك المتواد، والساعي للتقدم وينشر العدالة الاجتماعية بين مواطنيه، ويعتمد الحوار فيما بين أطيافه، يسعى إلى أن تختفي الشائعات من التداول وأن تخف المبالغات بين صفوف مواطنيه.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF