د. زيد حمزة
(التوحد) احد اضطرابات تكوين شبكة الطيف الذاتوي في الدماغ لدى الأطفال وما يمكن ان يحمله من قدرات أخرى فائقة قد تمثل خيطاً رفيعاً يربط بين شخصية الفتى الاميركي فوريست غامب في الفيلم السينمائي الذي تحدى فيه اعاقاته الجسدية والاجتماعية فحرّك مشاعر الناس حينما عُرض عام 1994 باثارة قضية إنسانية تؤلم وتؤرق ملايين من العائلات شاء لها القدر ان يكون فيها اطفال مصابون بهذا الاضطراب، وبين شخصية الفتاة السويدية غريتا ثنبرغ التي اصبحت اليوم الملهمة العظيمة لحركة الذود عن المناخ فها هي تقود المظاهرت المطالبة بانقاذ كوكب الارض من مصير مظلم محتوم أكد العلماء والمختصون بما لا يقبل الشك انه قادمٌ بسبب انبعاثات الكربون الناشئة عن استعمال مصادر الطاقة الأحفورية في الصناعات الكبرى ووسائط النقل حول العالم ما سوف يؤدي لحرائق هائلة في الغابات واختناق الملايين من البشر وانواع الحياة الاخرى بسموم دخانها والقضاء على القشرة الخضراء على يابستنا والى ذوبان متسارع في جبال الجليد في القطبين ما يكفي لاغراق قاراتنا في المحيطات، ومن الضروري والملح تجنيب كوكبنا هذه الكارثة بإجبار الحكومات على تطبيق قرارات مؤتمر باريس 2018 الذي انسحبت منه إدارة ترمب مثيرة نقمة واسعة في الرأي العام الأميركي والعالمي.
استطاعت غريتا ان تدهش شعوب الارض بحملتها الباسلة مع باقي الناشطين البيئيين في العديد من الدول منذ بدأت تخرج في العام الماضي كل جمعة لتعتصم امام البرلمان السويدي وتطالبه بالتدخل لحماية البيئة، ولقد انتشر احتجاجها سريعا حول العالم فتجاوب معها مئات آلالاف من تلاميذ المدارس واصبحت غريتا رمزاً قياديا لحركة عدالة المناخ فخاطبت هذا العام زعماء العالم المجتمعين في بولندا اثناء محادثات الامم المتحدة حول المناخ، وامام برلمان الاتحاد الاوروبي وفي مليونية نيويورك يوم الجمعة الماضي وستخاطب قمة الأمم المتحدة للمناخ في 23 ايلول وستحضر في ديسمبر القادم قمة الامم المتحدة لنفس الغرض في سنتياغو/تشيلي.
وبعد.. اسمحوا لي على الصعيد الشخصي ان اعبر عن فرحي وقد ملأني الاعتزاز يوم الجمعة الماضي حين وجدت نفسي عبر المحمول بالصوت والصورة اشارك حفيدي طالب الجامعة في كاليفورنيا وهو يهتف مع المتظاهرين في شوارع سان فرنسيسكو، ثم مع ابنتي الاستاذة في جامعة نيومكسيكو وهي تسافر الى تورنتو في كندا لتشارك هي الأخرى في مظاهرات يوم الجمعة العالمي للمناخ!