النائب د. فايز بصبوص
ان من يراقب تطور موقف الدبلوماسية الصهيونية على امتداد حكم النتن ياهو يلاحظ ان تراكم إنجازاتها المزعومة تكمن في القدرة الهائلة للمراوغة السياسية تتجلى نتائجها في الإبقاء على رئيس وزراء الكيان الصهيوني خارج أبواب المحاكم.
فقد تلاعب في كل كواليس الظلام الصهيوني من اجل الحفاظ على منصبه ولكنه في ذات السياق استطاع ان يسرع من النتائج المباشرة المرسومة مسبقا من الكيان الصهيوني مستغلا التطورات المتسارعة في المنطقة فترة الفوضى السياسة والكتلوية التي اجتاحت المنطقة تحت شعارات التطرف والثورات والتقوقع على الذات والانعزالية العصبوية كفكرة تم التحريض عليها والترويج لها كملاذ امني متماهيا مع الشعبوية السياسية التي اجتاحت المنطقة كلها.
كل ذلك جعل من ثعلب الكيان الصهيوني لاعبا رئيسيا في توظيف تلك الفوضى لتحقيق مرتكزات الحركة الصهيونية في التوسع والسيطرة على المنطقة وذلك بدعم غير مسبوق وغير مشروط من قبل الولايات المتحدة الامريكية وعملائها الاقليمين لكن تلك المقاومة السياسية والشعبية والدبلوماسية وبالأخص الإعلامية من قبل الشعبين الأردني والفلسطيني لمشروع صفقة القرن جعل المخطط يصطدم بثوابت الشعبين الشقيقين مما أدى بنتن ياهو الى فقدان كامل لتوازنه السياسي في الشكل، طبعا ويفرج عن مكنونه والذي تستر خلفه وهو يمثل لهيبا من الحقد والشوفينية السياسية وكره الآخر وهذا بالطبع أدى به الى تماد يصل الى مرحلة اما انا او الكارثة.
فكل التقديرات تشير الى ان الجنوح الى المعادلات الصفرية من قبل الأطراف في المنطقة سيؤدي بالضرورة الى حرب شاملة تشعل كل المنطقة ويكون الخاسر الأكبر فيها سياسيا وعسكريا الكيان الصهيوني وسيكون السبب الرئيسي لذلك الدمار الذي سيصيب المنطقة هو النتيجة الطبيعية لسياسات ذلك القابع خلف سترة التطرف والانعزال للخلاص من محاكمة جنائية لا بد وان تحصل عاجلا ام اجلا نحن نرفض الحرب ولكننا لا نخافها لأننا أصحاب قضية عادل.
وهذا بالضبط ما يخشاه العدو الصهيوني وما يذكره به كل يوم النتائج المباشرة وغير المباشرة لمراكز الدراسات والبحوث العسكرية الدولية والتي تشير في كل بوصلاتها نحو دمار كارثي في المنطقة ولكن الخاسر الأكبر سيكون بأذن الله الكيان الصهيوني.
من هنا كان جلالة الملك دائما وابدا يحذر من الوصول الى النتيجة ذاتها عن طريق الحرب والتي يمكن ان نصل لها عن طريق السلم والحوار الدوليين وكما قال جلالته ذلك ليس ضعفا إنما هو جزء لا يتجزأ من قيم الإسلام الحنيف فنحن لا نضعف امام بعض القيادات التي وجدت حتى تضيف إضافة نوعية الى مكب نفاياتها التاريخي والتي اعتبرت ان الدماء وحدها هي ما يحافظ على مناصبها انه الخطأ الاستراتيجي الصهيوني في الدفع في المعادلة الصفرية امامنا.