خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

إنّها المدنيّة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

يستغرب البعض من التغيّرات التي حصلت وتحصل مؤخراً في العاصمة عمان وفي عدد من المدن الأردنية الرئيسة.

والحديث هنا عن الظواهر والمستجدات السلبية، التي كانت موجودة منذ البدء، لكنها أخذت بالتزايد والتعاظم والتفاقم على نحو لافت مؤخراً.

منها ارتفاع حوادث السير، وازدياد جرائم القتل والسرقة والاعتداء على الآخرين، والجرائم الإلكترونية، والمشاجرات واقتناء الأسلحة غير المرخصة واستخدامها.

ومنها «التنمر» و«التوحش» في سلوك البعض، والاستقواء على الغير، وانتهاك حقوقهم، والتطاول على مؤسسات الدولة ورموزها.

ومنها وصول مشكلتي التعاطي والاتجار بالمخدرات إلى أرقام ومستويات وأماكن غير مسبوقة.

ومنها إشكالات أخرى كثيرة.

والسؤال المهم هنا: ما السبب؟

وهذا سؤال لا بد من الإجابة عليه بدقّة، إذا أردنا أن نتعامل مع هذه المشاكل وغيرها بفاعلية، من منطلق إذا عُرف السبب بطل العجب، وأن التشخيص الدقيق للحالة هو الأساس لإيجاد الحل الناجع. الأسباب كثيرة، ونحن بحاجة إلى فرق عمل متخصصة تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية من أجل التصدي لهذه المشاكل، منفردة أو مجتمعة. لا بد من التأكيد هنا على أهمية أخذ آراء الخبراء والباحثين والمختصين، وهم كثر، وعدم أخذ الأمور على عواهنها، واللجوء للتخمين أو الافتراض أو آراء الهواة. كل جهة رسمية معنيّة بأي من هذه المشاكل لا بد لها من أخذ زمام المبادرة وتشكيل فريق متخصص لتحديد المسببات واجتراح الحلول، وتطبيقها بكفاءة وتصميم. الأمر هنا لا يختلف كثيراً عن الأعطال التي تحدث للسيارات، والعلل التي تصيب الجسم البشري؛ لا بد من توافر مختص وخبير، يُحدّد المشكلة ويصف العلاج. ومع ذلك فيمكن القول، وبدرجة عالية من الثقة، إنّ العديد من المعضلات المشار إليها يمكن إرجاعها إلى المدنيّة، وبالذات إلى نموّ المدن وزيادة عدد سكانها وتنوعهم واختلاف اهتمامتهم وتوجّهاتهم، ودرجة التزامهم بالقوانين والأخلاق والأعراف والحدود المختلفة.

معظم مدننا، مثلها مثل العديد من مدن العالم، بدأت قرىً صغيرة، ثم نمت وكبرت. وفي أحيان كثيرة لم يكن النمو طبيعياً، بل جاء بسبب طفرات هجرات ناجمة عن حروب أو اختلالات كبرى في دول الجوار. من يدرس تاريخ المدن الأميركية، مثل بوسطن وشيكاغو ونيويورك ولوس أنجلوس وغيرها، يجد أنها مرّت في المراحل ذاتها، وأن الارتفاع المشهود في نسبة الجريمة على اختلاف أنواعها، يعود لهذا النمو المتسارع ولهذا الخليط من السكان. المطلوب هنا أن نركز في التعامل مع المشكلات التي أخذت تطفو على السطح في العاصمة عمّان وغيرها في سياق تشخيص المشكلات والحلول للمدن العالمية. في الثمانينيات من القرن الماضي كانت نسب الجريمة بأنواعها في المدن الأميركية المشار إليها نسباً مرعبة. لكنها اليوم أفضل بكثير، بسبب الفرق المختصة التي شخصت الإشكالات ووضعت الحلول المناسبة.

قد نفيد نحن من التجارب الناجحة هذه.

وبعد، فلا بد من دراسة مشاكل مدننا الرئيسة دراسة علمية متخصصة. لكن قد يكون من المفيد أيضاً التركيز عليها في إطار نمو المدن وتطورها وتعقيداتها.

إنّها المدنيّة!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF