خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أفكار تحقق الآمال وتخفف الآلام

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة تسود في حياتنا العربية ثنائيات تدخل في تفكيرنا مثل: الأصالة/المعاصرة، التخلف/التقدم، الاستقلال/التبعية، الحداثة/التقليد، فماذا لو حاولنا فرز العلاقات ونحن نبحث في العلل الكامنة التي تؤدي إلى إشكالية العلاقة القائمة بين المثقف العربي المعاصر والواقع، اذ يطرح المفكر العربي أسئلة كثيرة، حول الإشكاليات التي واجهت وطنه، ويتشابك هذا الطرح بين عدد من العناصر المؤثرة في مسيرة التقدم في المجتمع العربي، وفي حل معضلة الإصلاح والتنمية. بينما تدخلت أحداث مفصلية، في سلسلة الحياة العربية، تمثلت بالاستعمار والتبعية والعولمة، كانت أسبابا لنشوء التخلف الذي تجلى في ألوان المأزق التنموي، كالاحتكار والاستغلال والفساد وفقد العدالة، بشكل أجزم على أن عناصر خارجية، يصعب التخلص منها أحدثت أوضاعا داخلية مستديمة، يصعب القضاء عليها، ساهمت في خلق أوضاع سالبة كالتعصب والتقليدية والتشدد والانغلاق، إلى جانب عدم التحلي بالمثابرة والإبداع.

وتختلف الأطروحات بين أصولية ويسارية وقومية، تجمعها الثقة بآليات تاريخية، يقتنع أصحابها بانتصارها في النهاية، وهم ينظرون إلى الواقع نظرة نابعة من التبعية، كتبعية القيم عند الأصوليين، وتبعية الاقتصاد عند الماركسيين، وتبعية التجزئة عند القوميين، مع غياب لتصورات واقعية تنقل الحالة العربية إلى المستقبل المنشود. وهي تجمل التحديات العربية بتحديين هما: الأمن القومي والتنمية، وتوحي بعدم التفاؤل بالمستقبل في ظل اختلالات أيديولوجية وظيفية أحدثتها خصائص النظام العربي الذي يكرس القطرية، ويتفاوت بين دوله اقتصاديا، ويكرس التبعية بالمبالغة بالاستيراد وضعف الاستثمار. ويوجه الفكر العربي المعاصر اللوم إلى طبيعة الثقافة العربية والتربية العربية، اذ تكبلان الأجيال عن المضي نحو المستقبل، بشكل يجعل النخبة العربية في حالة قلق، وهي تبحث في تساؤلها عن الموقف المطلوب من العرب، و لسنا بحاجة الى تأكيد أن حرية الناقد وإن شاءت الظروف السياسية أن تكون متاحة لأي من يمارس النقد، فان الظروف العملية قد تجعلها قبضة على جمر، لا يحتمل الجميع الاستمرار عليه بمختلف الظروف والأحوال.

لقد ساعدت بعض الأفكار على تخفيف الكثير من الآلام وتصحيح الكثير من الأوهام، مما دفع البشرية إلى الأمام في روحها ومادياتها، الا أن فكرة بذاتها، مهما بلغت عظمتها، فالفكرة اجتهاد ينم عن التفوق، ولكنها لا تحسم الصراع والمحاورة المستمرة بين الفكر والواقع.

إن أية فكرة تحاول أن تحقق للمجتمع بعض آماله، وان تخفف بعض آلامه، الا أنه من العبث أن نجد الصيغة المثلى التي تفعل بهمومنا فعل السحر، اذ أن من الخطأ أو الوهم بأن خلاص الإنسانية يتم في الوصول إلى صورة نتخيلها، لم تخل في بدايتها من مبالغات لا يستهان بها، حتى استقرت الخلاصة الصادقة في نهاية الأمر. نعم فليس من الحكمة ونضج الفكر أن نرفض فكرة جديدة لأنها مغالية، أو نقبلها تعصبا لها، بدون الدخول في تفصيلاتها، اذ أن الفكرة الجديدة هي كالمولود تأتي إلى الحياة في أغشية ما تلبث أن تنزاح عنه في ثنايا الواقع.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF