د. فيصل غرايبة
حملت نخبة من قيادة حزب جبهة العمل الاسلامي (الأردن) الينا في المقر الدائم الجديد لحزب الاصلاح، «المبادرة السياسية الوطنية» التي اعدتها مسبقا وتبادر الآن للطواف على الأحزاب الأردنية لطرحها عليها واستطلاع رايها فيها والكشف عن مدى التجاوب معها، بغية الوصول الى تآلف وطني حولها، وتبنيها من اجل المضي على طريق الاصلاح الوطني الشامل، بتضافر الجهود الشعبية والرسمية، لتحقيق المصلحة الوطنية العليا والآمال القومية العريضة.
لهذا فقد جاءت هذه المبادرة بالجديد عما انطوت عليه الحركة الاسلامية الحزبية من اطر عقيدية ومحتوى ايديولوجي ونظرة اممية، بحيث اشغلها الهم الوطني والشأن المحلي، من غير تخل عن أفقها العربي الاسلامي الأوسع، ولا عن خلفيتها الفكرية الراسخة، وذلك لتحدد دورها ودور الاحزاب الزميلة ومنظمات المجتمع المتوازية معها، أمام التحديات الداخلية، وفي مواجهة المشاريع الخارجية المشبوهة، وتقديرا لخطورة الأوضاع ودقة المرحلة، فهدفت منها الخروج من حالة الأنسداد السياسي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية، وتعزيز الأستقرارالمجتمعي، وتخفيف حدة الأحتقانات المجتمعية. لذا فقد ضمنت هذه المبادرة السياسية الوطنية العمل على أجراء تعديلات دستورية وتشريعية توافقية، وأقرار مبدأ الحكومات البرلمانية، والتوافق على خطة عمل وطنية لمكافحة الفساد المالي والأداري، وتحقيق التوافق على قانون انتخابات عصري، من شأنه أن يوسع المشاركة الشعبية، ويمثل قوى المجتمع الحية بمشاربها المتعددة واتجاهاتها المختلفة، وكذلك تحقيق التوافق على قانون أحزاب متقدم، وادخال تعديلات على التشريعات والأجراءات الناظمة للحريات العامة، بما يعطي مساحة اوسع وضمانة أفضل للتمتع بتلك الحريات، مع أقرار وثيقة وطنية تؤكد التمسك بثوابت الأردن الواضحة، وقناعات الأمة الراسخة، في الموقف من القضية الفلسطينية، الى جانب انتهاج خطط اقتصادية شاملة، تتجاوز حالتي الفقر والبطالة، مع اسناد توجه الأردن في اعتماد سياسة التوازن وتنويع الخيارات وتعزيز منظومة علاقاته الخارجية، وارساء التوافق على برامج وطنية للحفاظ على هوية المجتمع الوطنية المحددة، وثقافته العربية الاسلامية الشاملة، وقيمه الاخلاقية الانسانية الرفيعة.
أن المواطن الأردني بطبيعته يسعى الى التآلف بين احزابه ومنظماته، والنظام السياسي العريق في هذا البلد الأمين، يشجع ويدعم كل توجه ايجابي حميد في هذا المضمار، وهذه البلاد الخيرة الوادعة بحاجة الى تحيق مثل هذا التحالف والتآلف والتضامن، من اجل رفعة شأنها وعزتها، لذا نأمل ان تتكلل تلك الجهود وأمثالها بالنجاح، وأن تصل تلك المبادرة بأبعادها، الى اذهان المفكرين والى قلوب المخلصين، من أجل تامين مستقبل الاجيال الأردنية خاصة والعربية عامة. ونسأل الله أن يكتب للأردن كل خير وبركة وتقدم، وأن يحميه من كل سوء وأي مكروه، وأن يجنبه مختلف الشرور والفتن والأزمات والمؤامرات، وأن يقيض للأمة الخروج من أزماتها، وبدء مسيرة نهوضها.
[email protected]
عضو المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح