«عشرينية الجلوس» ليست مجرد حدث بروتوكولي نحتفل به ليوم فقط، بل هي محطة مليئة بالرسائل والمحطات والتحديات، يوم نستذكر فيه مسيرة مملكتنا على مدى مئة عام مضت، كان الانسان الاردني فيها محور التعزيز وعنوان البناء، في بلد محدود الموارد والامكانات، فاتخذت عملية التنمية الداخلية اساساً متيناً عمادها سياسة خارجية متوازنة وواضحة، ما انعكس على مجمل مسيرة العمل والبناء.
هذه الذكرى العزيزة على قلوب الاردنيين، جاءت لتجدد البيعة والوفاء للعهد بين قائد وشعبه، قائد نذر جهده ووقته لخدمة وطنه وشعبه، ليقدم إنموذجاً يحتذى في الحكم ليكون مضرباً للمثل، مستنداً الى إرث هاشمي تاريخي يعرفه القاصي والداني، وشعب وفي مخلص منتم لوطنه وقيادته، يظهر ذلك جلياً خلال الزيارات الملكية للمدن والقرى والبوادي والمخيمات، هذا الاخلاص لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة عمل متراكم وعلاقة تشاركية وتنمية متوازنة شملت كافة ارجاء الوطن ليعم كافة ارجاء الوطن.
الانجازات تتحدث عن نفسها، رغم ان الاردن دولة شحيحة الموارد، ولعل الانجاز الابرز هو المكانة التي تتمتع بها المملكة في المحافل الدولية، نتيجة المصداقية العالية والمواقف الصلبة والتاريخية للقيادة الهاشمية، خصوصاً في القضايا المصيرية مثل القدس واللاجئين والامن العربي ومصير الشعوب والامن الدولي،ومحاربة الارهاب وغيرها الكثير من القضايا.
إذا أردنا ان نعدد الانجازات التي تحققت على مدى عشرين عاماً، فهي أكثر من أن تعد وتحصى، وهي تتحدث عن نفسها، الاهم من ذلك ما توفر من بيئة خصبة قوامها الانسان الاردني والموارد البشرية المؤهلة التي تحظى بالاهتمام والرعاية على أعلى المستويات، هذا انعكس ايجاباً على علاقة القيادة مع الشعب،لذلك تسمع الاشادة والتقدير من الخارج لشخص الملك وعلاقته مع شعبه وهذا ليس بغريب كون الهم الاساسي توفير ظروف افضل وتحسين حياة الناس على قدر الامكان.
«عشرينية الجلوس على العرش» ذكرى عزيزة على قلوب الاردنيين، وكبيرة في مغزاها ومدلولاتها، نبارك لهذا الوطن ولقائده بهذه الذكرى الغالية، وندعو الله العلي القدير أن يحفظ هذا البلد آمنا مطمئناً، وكل عام والاردن وقيادته بخير.
