د. فيصل غرايبة
كنت من بين الذين حظوا باللفتة الملكية السامية في الاحتفال المهيب بمناسبة عيد الاستقلال المجيد الثالث والسبعين والعيد العشرين للجلوس الملكي اذ مثلت أمام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية، وتفضل رعاه الله وحماه بتطويق عنقي بوسام العطاء المتميز، تقديرا من قائد الوطن المفدى لدوري الطويل والمتواصل في تأصيل الخدمة الاجتماعية وتطويرها في ربوع الأردن العزيز، وعلى مسارات عديدة، تتصل بالممارسة المهنية والاعداد الأكاديمي والتدريب والاستشارات والدراسات والتأطير المعرفي والبناء الفكري.
لقد كانت هذه اللفتة المباركة في شهر رمضان المبارك وفي عيد الاستقلال المبارك وعيد الجلوس السعيد، اتاحت لي فرصة السلام على جلالته لأول مرة في حياتي، وفي وقت تجاوزت فيه السبعين من عمري، فيما اتذكرذلك اليوم الذي أعلن فيه بأن الله عز وجل قد رزق جلالة الحسين وسمو الأميرة منى بمولودهما الأول أسمياه ((عبد الله))، كنا في المدارس في اربد، وخرجنا بصورة عفوية وبحضور كبير، فقد كان البكر الذكر الأول للحسين القائد، الذي تابعناه طفلا يدخل الكلية العلمية الإسلامية، وتزين صورته رزنامتها السنوية، وعليها الآية الكريمة((ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق))،ونتذكره عندما بلغ الثامنة عشرة، فوجه إليه والده طيب الله ثراه رسالة يقول له فيها:((إني أرى فيك شبابي)).
إن الذهن لا تغادره منجزات عبد الله الثاني، وهو يمثل العهد الهاشمي الرابع، في ربوع هذه المملكة المتينة في بنائها على أساس الإخلاص والوفاء والود المتبادل بين الشعب والقيادة. فيتذكر الإنسان في هذا اليوم صاحب العيد، وهو يتنقل بين أبناء شعبه، يتحدث إلى الشباب ويربت على الأطفال ويعانق الكبار، فهو الأمين الذي لا يخيب آمال شعبه وأماني أهله. فيحرص على الانتخابات وتشكيل مجلس النواب، وعلى التنمية السياسية والمشاركة الشعبية، ويشجع ((فرسان التغيير))من الشباب، ويحمي الصحافة ب((حرية سقفها السماء))، ويصمم على تطبيق اللامركزية، قاصدا توزيع زروع التنمية وثمارها والمشاركة في كل المحافظات. أذكر عبد الله الثاني–أعزه الله- وهو يحمل((رسالة عمان)) بيد، و((العهدة العمرية)) باليد الأخرى، ليبقى الأردن بلد التسامح والإخاء، وما تزال دعوته تضيء الأرجاء لدعم الطبقة الوسطى في المجتمع الأردني، في إطار العدالة الاجتماعية، وكما قال جلالته((العدل أساس الملك)).
ولا أنسى في هذا المقام أن أذكر رفيقة دربه جلالة الملكة رانيا العبد الله، التي تمشي بخطاها مع خطاه، وتترجم آماله لإسعاد شعبه وتطوير مجتمعه، فترعى((مؤسسة نهر الأردن))، ببرامجها المتميزة لرعاية الطفولة وتمكين المرأة وشحذ المجتمعات المحلية لتطوير حياتها، وتكافئ ((أهل الهمة))، وتطرح مشروع ((مدرستي)) وتمده إلى بيت المقدس، إذ تحمل رسالة هاشمية إنسانية نبيلة، وتثبت على المستوى العالمي فحوى الرسالة وبعد الأفق وشمولية النظرة،التي تضع الأردن في بؤرة الاهتمام وعلى محور المشاركة عربيا وعالميا.