خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الأنا ورأس السلطة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي إن الوضع الطبيعي عند وصولك لقمة الهرم الوظيفي لأي مؤسسة أو دائرة حكومية، أن تكون قد أمضيت فترة طويلة من الزمن اكتسبت بها من الخبرات والقدرات المعرفية المتنوعة ما يؤهلك لتتبوء ذلك الموقع الوظيفي. وهنا لا أريد الحديث عن الإستثناءات التي أصبحت تطغى على القاعدة، فلقد سبقني الكثير من المختصين والأكاديميين الذين تحدثوا ونشروا أبحاثاً علمية عن الممارسات والخلل والعيوب الكبيرة في تطبيق منظومة العمل الإداري لدينا، والتي توصل بعض الأشخاص إلى المناصب الإدارية العليا، وكنت قد نشرت بحثاً علمياً متخصصاً في هذا المضمار عن الفساد الإداري في القطاع العام.

إننا في الأردن وعلى رغم مما أحرزناه من تقدم في مضمار تطوير الإدارة العامة والعمل المؤسسي العام، فما زلنا نعاني الآن من ذلك النمط الفكري الذي توارثته الأجيال السابقة المستمد من النمط العثماني، الذي يخلط بين الإدارة والسلطة، والإنجليزي القديم الذي يقدس الأعراف الإدارية. فإذا ما أضفنا إلى ذلك التأثير الذهني لموروثنا الإجتماعي (العصبية)، التي تستمد من روابط الدم والجغرافيا والدين والعرق كأساس لتفكيرنا واختياراتنا، وما أفرزه ذلك من مفاهيم إجتماعية أصبحت سائدة مثل: الواسطة والمحسوبية، وكذلك تأثير الصراعات الأيديولوجية في مرحلة زمنية، وما فرضته من أحكام عرفية، فأحدث ذلك لدينا مزجاً بين مفهوم السلطة والمنصب الإداري.

إن ما ذكرته سابقا ليس تشاؤما وإنما توصيف محايد لما نعيش ونمارسه، فكما يقال في الطب التشخيص الصحيح للمرض نصف العلاج والعلاج وحده لا يكفي، فلا بد من الإبتعاد عن الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم المرض ومن ثم الإلتزام بالعلاج.

إننا لا ننكر أن الدولة عملت جاهدة على مدى عقود طويلة على توفير الإمكانيات والوسائل المادية والمعنوية من مؤسسات ودوائر، وكذلك الأنظمة والقوانين، وما تعقده من مؤتمرات ودورات وورش العمل والمحاضرات، سعيا لتطوير العمل المؤسسي الإداري. وان هناك نتائج إيجابيةً ملموسة، لكن تأثيرها بقي نسبياً مقارنة بما قدم. فلتحقيق النتائج المرجوة، لا بد من إعادة النظر في بعض المفاهيم، ومن أهمها تعظيم (الفكر الجمعي) القائم على الإيمان بقيم العدالة والمساواة، التي وحدها من تستطيع معالجة الخلل وتعظيم قيم الإنتماء والمعرفة والإبداع والتفوق.

في ظل هذا التقدم المعرفي التكنولوجي الهائل، لم يعد تطور الحضارات يقاس بالأزمان من قرون وعقود، بل بالساعات والدقائق، وهي أشبه بالقطار، فإن لم تركب سبقك من في الداخل، وخسرت الوقت وعليك انتظار القطار القادم، فهناك تسارع وتنافس شديدان بين الشعوب يحكمه الفكر (الإقتصاد الديالكتيكي)، المبني على الإنتقال من الكم إلى الكيف والقائم على المعرفة والعلم.

وفي النهاية اتذكر ما قاله الراحل الكبير الملك الحسين رحمه الله في احد خطاباته الشهيرة ((إن المجتمع لا ينمو ولا يتقدم بإنشاء المصانع واستيراد الأجهزة والمعدات فحسب، وإنما يتقدم حين يصنع إنسانا مؤمنا بواجبه مستعداً للخدمة العامة، واعياً لمسؤولياته تزينه روح المواطنة والانتماء والعمل الدؤوب».

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF