د. فايز الربيع
نسمع كثيراً في أحاديثنا اليومية (فلان عدو فلان) (وفلان عدوي إلى يوم الدين) -ونسمع في نشرات الأخبار في القتال الدائر رحاه في البلاد العربية أوامر بتعقب الأعداء- وقتلهم -حتى الغرب يطلب هدنة لنا ويقول في شهر رمضان- ونصّر على قتال الأعداء في رمضان الأصل في العلاقة بين المسلمين هي علاقة ود وتراحم ومحبة وتعاطف باختلاف أعراقهم واجناسهم -امر لا يحتاج الى ادلة كثيرة- والعلاقة مع الناس الذين لا خطر منهم -ولا تآمر منهم -ولا عداوة منهم- (وقولوا للناس حسنا) كل الناس باختلاف أديانهم وأعراقهم واجناسهم أيضاً.
القرآن الكريم تحدث عن عداوة الشيطان (ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) وتحدث عن المنافقين وقال (هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون)–وتحدث عن اليهود صراحة وقال (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).
وجعل الموالاة بين المؤمنين حقيقة مؤكدة (إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا) (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين).
وحدد أسساً للعداوة مع الآخر والموالاة معهم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين). فجعل البر للذين لم يبدوا العداوة ولم يساهموا فيها أساساً للعلاقة مع غير المسلمين.
وعندما يختلف المسلمون لم يخرجهم القرآن الكريم من الملة (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغي حتى تفيء الى امر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين).
بوصلة العداء يجب ان تكون واضحة لهؤلاء الذين يريدون ان يقتلعونا من اوطاننا ويتآمروا علينا ومن ظاهرهم أيضا وتآمر معهم تحديد العداوة لهم دون غيرهم وعدم تشتيت الجهد والإعلام هنا وهناك في رمضان الذي نعيش الان نكتب بعيدا عن محاور السياسة والتنظيمات والفصائل كما يتداول في وسائل الإعلام أمامنا عدو يضرب بالطائرات والصواريخ مدنيين ولا يراعي ابسط قواعد الحرب، وبالمقابل شعب محاصر يسجل نقاط عز في زمن وهن وضعف ويحدد ان عدوي هم الصهاينة ومن وراءهم كل رشقة صواريخ كأنها تخرج من بيت بقايا عزة وكرامة، شعب لابد ان يرفع عنه الحصار ويساند لأنه كفيل بإسقاط «صفقة القرن» إن وجد العون الحقيقي وإن أردنا حقيقة أن نسقطها على مستوى العالم العربي نحن هنا في الأردن نقول لاهلنا لسنا أعداء لبعضنا البعض نحن اخوة في مختلف مناطقنا، مسلمون اخوة. ومسيحيون نتقاسم العيش والمصير والألم، لماذا العداوة، لماذا الاقتتال، لماذا لا نتفق على الحدود المعقولة كثوابت للوطن، كي نبقى، كي نستمر، رمضان شهر المحبة فلماذا نستعمل السلاح ضد بعضنا البعض، لماذا لا نختلف بالرأي والموقف، لماذا نجرم بعضنا، إذا اردنا ان نطابق بين رمضان الإسلام والمسلمين، فالمجال مفتوح، نحن نقرأ ولا نطبق، ونسمع ولا نسمع، على الأقل نحدد بوصلة العداوة ونعمق منسوب الحب والمودة في بيننا فرمضان مدرسة تعلمنا جميعاً.
[email protected]