خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ما يزيد عن مئة عام على «صفقة القرن»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

يخطئ من يعتقد أن صفقة القرن وراءها مستشار الرئيس الأميركي اليهودي المتصهين (كشنير)، فالصفقة هي نتاج ما يزيد عن مئة عام من التخطيط والتنفيذ للوصول إلى ما وصلنا إليه الآن. ولقد مرت الصفقة تاريخياً بأربع مراحل زمنية تمتد ما بين الثلاثين إلى أربعين عاما لكل مرحلة حسب طبيعتها. ويمكننا أن نطلق على أولى تلك المراحل: مرحلة (الإعداد لإنشاء الدولة)، التي إمتدت تحديداً منذ عام (1915) حتى (1948). تاريخ مسلسل الكذب والمؤامرات على العرب، إبتداءً بمراسلات الحسين مكماهون(1915)، مروراً باتفاقية سايكس بيكو (1916)، ثم وعد بلفور (1917) الذي التزمت بموجبه بريطانيا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، لتبدأ بعدها الهجرة المنتظمة لليهود من شتى بقاع العالم، تمهيدا لبناء الدولة الصهيونية في فلسطين، ومن ثم الدخول إلى المنعطف الأخطر للمرحلة الثانية بإفتعال (النزاع على الأرض) مع الفلسطينيين، للإلتفاف اللامشروع على القانون الدولي، وصولاً إلى ما يسمي المطالبة بالحقوق الشرعية لليهود في فلسطين.

وأقصد بذلك قرارالتقسيم رقم (181)، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام (1947) والذي نص على وجود دولتين فلسطينية ويهودية في فلسطين. ليتم الإيحاء للعرب بأنهم قادرون على خوض معركة لإستعادة الأرض وطرد اليهود حرب (1948) التي أطلق عليها العرب إسم (النكبة)، التي أدت إلى هجرة عشرات الآلاف من المهجرين الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة، والأردن والضفة الغربية التي أصبحت جزءاً من الأردن بعد مؤتمر أريحا (1949).

أما المرحلة الثالثة التي إمتدت (28) عاماً من 1949 ولغاية 1967، والتي يمكننا أن نطلق عليها مرحلة (الترسيخ والتمدد)، التي استطاعت بها إسرائيل كسب تأييد العالم بالظهور بمظهر الدولة الضحية المسالمة، التي تعيش في بيئة معادية يسعى العرب للقضاء عليها، في حين توهم العرب أنهم قادرون على هزيمتها لتقع الكارثة بهزيمة مذلة للعرب في ستة أيام (حرب حزيران 1967)، التي استطاعت بها إسرائيل إحتلال كامل القدس والضفة الغربية، وكذلك أراضٍ عربية مثل:سيناء المصرية والجولان السوري وبعض الأراضي الحدودية مع لبنان.

أما المرحلة الرابعة وإن كانت الأكثر طولاً إلا أنها الأخطر على الإطلاق والتي يمكننا أن نطلق عليها مرحلة (التسوية النهائية إستنادا لمنطق القوة والحقائق على الأرض).

ففي هذه المرحلة ودون الدخول في التفاصيل، أصبح العرب العاجزون عن هزيمة إسرائيل يلهثون وراء السلام المبني على فكرة (الأرض مقابل السلام)، إتفاقية أوسلو(1993) وما بعدها من إتفاقيات، في حين أن إسرائيل إستطاعت تحويل السلام إلى (إستسلام) فدفعت العرب والفلسطينيين نحو مزيد من التنازلات عن حقوقهم المشروعة، بعد أن إستمرت بالإستيطان، وإلغاء حق عودة اللاجئين وضم القدس الشرقية والجولان، والبحث عن مزيد من الإعتراف العربي، ودفعهم لإنتظار ما يمليه عليهم عراب أميركا وإسرائيل (كشنير) من حلول إسمها (صفقة القرن)، التي جوهرها تقول: أن على العرب تحمل أعباء حل القضية الفلسطينية لوحدهم شريطة ضمان وجود حق إسرائيل بما تملكه من أرض، والإعتراف بها دولة شقيقة في المنطقة.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF