خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تجاوز مكامن التخلف وإزالة أسباب القعود

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة

يقدم التاريخ للعرب دوما أطروحات ناقدة لذواتهم وتراثهم واتجاهات عواطفهم ومناهج تفكيرهم، بغية الاستفادة منها في تجاوز مكامن التخلف واسباب القعود، مقابل إثارة الحافز والحماسة لانهاض العامل الذاتي وتقويته لمواجهة العامل الخارجي وتحجيمه، لتبدأ الأمة والمجتمع بداية ناجحة لانطلاقة عملية قويمة من أجل تغيير مسار تاريخنا الحاضر نحو الأفضل. وها هوالمجتمع المدني الذي يمثل الأطار الذي ينظم حياة الناس بمعزل عن السلطات الرسمية، وبما يمثله من أحزاب ونقابات وجمعيات لا تتدخل الدولة في شؤونها ولا يحق لها أن تتدخل، في سياق افساح المجال للحريات العامة والخاصة، متمثلة في الكتابة الحرة والنشر الواسع وحياة الأسرة واختيار المشروع الاقتصادي الخاص والابداع في المشاريع الثقافية وسواها من النشاط الانساني الجماعي والفردي. فكل هذه الأطر والأنشطة والمشروعات تنظم المجتمع ولا تعتمد في تنظيمها على الدولة أو على تنظيمها السياسي او على تراتيبتها الادارية. فهي جماعات متطوعة حرة، تأخذ شكل الأحزاب والنقابات والجمعيات والأندية والتعاونيات، تحاول أن تملأ الحيز الاجتماعي بين الأسرة والدولة، وتعمل بروح الفريق، وتشارك بالعمل العام، ملتزمة بتقاليد وأعراف تنطوي على الانفتاح والتعاون وسعة الصدر والتعامل بلباقة ودراية مع أوجه التعدد والاختلاف، تتأسس بالفعل الارادي الحر، فتختلف بذلك عن الجماعة التي تقوم على أساس العلاقات القرابية كالأسرة والعشيرة، تلك التي لم يصبح الفرد عضوا فيها وفقا لارادته أو على رغبته، وتتغير الواجبات والحقوق فيها من دون أن تغير طبيعة أهدافها، يكون كل عضو فيها فردا نشطا وفاعلا تبعا لهويته المدنية بطريقة سليمة وبناءة، وعلى أساس التقبل المتبادل للاختلاف والتنوع ما بين الفرد وزملائه، واعترافه بأن الآخرين لهم الحق في أن يكونوا لأنفسهم مجتمعا مدنيا يضمن لهم تحقيق مصالحهم والدفاع عن تلك المصالح، الا أن الجميع يلتزم بالقيم الناظمة والأسس المعيارية للمجتمع المدني، التي تتجلى في الاحترام المتبادل والتسامح مع الآخر والتضامن معه، وهكذا يقوم التواصل من خلالها على مبدأ السعي لبلوغ قواسم مشتركة واتفاقات مرضية عبر المناقشات الحرة التي تستند الى العقلانية.

ولكن للأسف تتشكل في آفاق تنظيمات المجتمع عادة وكثيرا ظاهرة التكاثر والتكرار، وتصاحبها ظاهرة الانقسام والانسحاب، أحزابا وتيارات وائتلافات ومنظمات تخلف بعضها وتنشطر من داخلها تبعا للطبيعة الانغلاقية للجماعات او لعدد من الأفراد المؤسسين لها، لقناعتها بانها على الصراط المستقيم والآخرين على الضلال المبين. ان تلك الحالة الانقسامية تنبثق من أسباب بنيوية لا من أسباب ظرفية، وان كانت تبدو كذلك، كما أن معالجة هذه الأسباب البنيوية ليست بالأمر اليسير. وكما يقول المجربون باننا نتفنن في قتلنا الرمزي والفيزيقي لبعضنا، وفي اتهام الآخر الفاعل المشارك معنا، أو نقلل من شأنه أو نخونه ونعاديه لأنه لا يتماهى معنا كما نريد، او أنه لا يحمل الخطاب الذي نحمله، او لا يردد المقولات التي نرددها.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF