خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

نخذل، ونقول: نحمل الوطن!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالحافظ الهروط

نكثر الحديث في حب الوطن والانتماء له، وإننا نفديه بالأرواح والمال و«العيال»، أما غيرنا، فإننا نوسمهم بالخيانة والتآمر والفساد!.

نحن الذين خدمنا الأردن وقد أخلصنا له ورفعنا شأنه، وأن الآخرين هم الذين هدموا البنيان ولسان حالنا يقول:

«متى يبلغ البنيان يوماً تمامه، إذا انت تبنيه وغيرك يهدم»؟!

لم ننقطع عن التهمة لفلان في مجالسنا الضيقة، وعن النفاق في مدح فلان عند لقاءاتنا، فيا لها من تعاليل لم تنته، إلى متى؟!

لقد وقعنا في الفخ، لأننا نحيّنا عقولنا جانباً حتى تملّكنا سجال الثرثرة دون أن نمنح أنفسنا لحظة تفكير، ونسأل لماذا هذا الضجيج الذي يعلو ولا ينخفض، وهذا الغبار الذي يثور دون انقطاع، وما الخلاص أيها الأردنيون «الغيارى»؟

لماذا هذا التوتر والتنغيص وجلد الذات بسوط السنتنا، و قد صار فقيرنا غنيّنا، وغنيّنا فقيرنا، وأن «أبا زيد» هو الشريف النظيف العفيف، وأن «أبا عمرو» هو اللص الذي نهب البلاد وجوّع العباد وما يزال ينهب ويرتع ويلعب؟!

نعم، لا ننزع التهمة عن الذين الحقوا الضرر بالأردن، وتسببوا بخروج الأردنيين إلى الشوارع والوقوف عند أبواب هذه السلطة وتلك، وكانوا سبباً بإغلاق هذا المتجر والمصنع، ولاحقوا المواطن إلى المخبز وقد شاركوه في «لقمة» عيشه عندما رفعوا أسعار السلع وفرضوا الضرائب بكل قسوة، ولكن بالمقابل:

لماذا لا تكون لدينا الشجاعة..شعباً، وحكومة، وإعلاماً، بمصارحة ومساءلة ومحاسبة كل من أفسد وامتدت يده إلى المال العام، وتلاعب بإدارة الدولة، وذلك بالوقائع والدلائل التي تدينه؟

أما الشعب، فيمكنه بهذه الشجاعة، أن يبتعد عن وضع جميع المسؤولين في «سلة واحدة» وهذا الذي يحدث، لا بل أن من بين الصفوف من يقف إلى جانب المتهم ويدافع عنه بشراسة، ومن الشعب من يقيم لفلان «الفاسد» الموائد ويطالب بتنصيبه لتولي المسؤولية باعتباره المنقذ!.

الحكومة، بدورها هي الأدرى بمن عبث بنسيج الوظيفة العامة، ومن نهب وهرب، والأدرى بأحقية (فلان) بهذا المنصب، لا بتدوير (علان) على المواقع، سيادية منها، أو سياسية أو اقتصادية، وغيرها من تسميات وتخصصات، وقد أثبت فشله، حتى لا نقول بعدم نظافته، فلماذا لا تنّفذ الحكومة قانون العدالة بين الناس، وتحاسب من قصّر أو فسد، وتريح نفسها وتكسب ثقة المواطن، والأهم من هذا كله، الحفاظ على مقدرات الوطن، التي هددتها الامتيازات والمزايا وفجوات الرواتب؟

ما دور الإعلام، في هذا العراك، والاشتباك المجتمعي الرسمي، وهو المطلوب منه وضع الأمور بنصابها، و«كشف الحقائق»، لا السكوت عليها، أو الانحياز إلى هذا المسؤول، إذ هناك من يعمل على تجميل الصورة، نكاية بمسؤول آخر، أو نكاية بالذين يطالبون بحقوقهم؟!

أقول، الإعلام برمته، الرسمي ومختلف الوسائل الإعلامية الأخرى، وذلك بعد أن خلط مشّغلو وسائل التواصل الاجتماعي الأوراق، وبتنا لا نفرّق بين الغث والسمين، ومن الفاسد ومن البريء، حتى التقينا جميعاً في مركب يوشك على الغرق.

كل ما نخشاه أن نصل إلى حالة اللاوعي، فيتمكن منا اليأس، لنقول «علينا وعلى أعدائنا»، وبها نكون قد أطلقنا على رؤوسنا رصاصة الانتحار، لأننا خدعنا أنفسنا بأننا نحمل الوطن، فيما الحقيقة أننا نخذله، وإذا ما بقينا على هذا الحال!.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF