خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

رحل أبو طوق بقامته وقيافته

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالحافظ الهروط تشرّب الرياضة منذ الصبا، ولم يتوقف عند حد من حدود الالعاب والرياضات، وهو الذي تحدى صعابها الفنية والمالية والادارية، لاعباً ومدرساً ومدرباً وحكماً ورئيس اتحادات، جمعها كلها بعزيمة لم تلن، ليتوجّها بخوض مهنة المتاعب، لا بل هو من اتعبها وطوّعها في معشوقته الرأي.

مسيرة المرحوم الاستاذ عبدالمنعم ابو طوق، الرياضية والصحفية يصعب سردها، فهذا الراحل الكبير ظل على امتداد تاريخه الحافل، يعشق التحدي حتى جعل من الالعاب والرياضات المغمورة، منافسة للالعاب الجماهيرية، وكلنا يذكر كيف وضع رياضة بناء الاجسام الأردنية على خارطة العالم وقفز بشخصه الى منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي.

«ابو باسل» لا اعرف من أين أبدأ معه، أمِن الحزن الذي يلف القلب وقلوب الزملاء وكل من عرفه وان اختلف البعض في آرائهم مع رأيه؟ أم من شعاره الذي اتخذه على الدوام «لا يوجد في الرياضة مستحيل»؟ ام من الاعجاب في شخصيته في مجالات التحكيم ؟ أم من شخصيته وهو يسبر غور الصحافة؟.

أسئلة يصعب الاحاطة بها، ولكن:

شاهدته كحكم يصعد السلّم ليدير واحدة من المباريات الحساسة في دوري الكرة الطائرة، ولا أجمّل تلك الصورة التي لصقت في ذهني منذ عقود، وهو يظهر بقامته القصيرة، مرفوع الرأس وكأنه أطول من اللاعبين والمدربين قامة عند نزوله عن السّلم.

قرارات في مكانها الصحيح دون تردد، وفي وقتها، وما شاهدت نجماً من نجوم اللعبة، الا ووضع يده على رأسه احتراماً لتلك القرارات، او تصفيقاً له من الجمهور.

وفي مجال الصحافة، فإن الحديث يطول عن المرحوم ابو طوق اكثر من مسيرته فيها، ذلك انه كان يشخّص الحدث الرياضي على صفحات $ كما لو كان القارىء في القاعة.

الا ان ما اجترحه هذا الزميل الصديق، من «ابواب» و«زوايا» ومقال أسبوعي «ع الماشي»، أو طرح قضايا، فإنك تكون أمام صحافي، يحترم فيها عقل القراء، وان كان بعضها، يثير السخط والغضب لدى المسؤولين، رغم قناعاتهم بصحة ما يقول، او لأن هذا، وذاك، رأيه.

على ان هذه الأموركلها، لم تنزع عن شخصية فقيد الأسرة الرياضية الأردنية، شكل العلاقة الحميمية، سواء التي تربطه مع الزملاء في الدائرة الرياضية وفي الصحيفة، أو في وسائل الاعلام الاخرى، والوسط الرياضي برمته، وانه اذا ما اردنا ان تكون في الرأي أجواء الترويح عن النفس من التعب، فإن أبا طوق هو الذي يبدي «الفضفضة» او المناكفة البريئة، او القصة المضحكة.

الوطنية عند ابو طوق خط احمر، ففي أٌمسية من أماسيه في «مصيفه» البسيط بمنطقة الشونة الجنوبية، وكان غادر الرأي بحكم التقاعد، جلسنا في حضرته، اربعة واحتد النقاش بينه وأثنين أرادا استفزازه بموضوع الوطن، واذ به يقف كالأسد الهصور ليقذعهما بكلمات حادة وبعبارة «هذا الاردن هو الأقرب والأشرف من بين كل الأمة التي تدّعي حب فلسطين» واتبع تلك العبارة، بإشارات، ضحكنا جميعاً منها.

اما على الصعيد الشخصي، فقد اعجبني بالفقيد، الى جانب تلك الصفات، قامته ومواقفه وقيافته التي ظلت حتى آخر أيامه، كما لو كان في ريعان الشباب وزهو الهوى..يرحمه الله.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF