عماد عبدالرحمن
في هذه الايام نحتفل بالذكرى العشرين لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية في السابع من شباط من عام 1999، وذكرى الوفاء والبيعة، لتحمله مسؤولية وقيادة هذا الوطن وهذا الشعب، لنصل الى بداية عشرية جديدة، قوامهما مزيد من التماسك والعزم والوفاء بين القيادة والشعب.
اليوم نُحيي مناسبة وطنية عزيزة على قلوب الاردنيين، برمزيتها ودلالاتها، بحلوها ومرها، بضيقها وإنفراجها، خرجنا منها أقوى وأكثر تماسكاً رغم التحديات الجسام، والوضع الاقتصادي الصعب على الجميع، حافظنا خلال العقد الاخير على مقدراتنا وما بناه الملك المؤسس والملك الباني، وصولاً لعهد الملك المعزز، لتعطينا دفعة وقيمة معنوية عالية لتحقيق المزيد من العمل والانجاز لوطننا وشعبنا العزيز.
وقد أظهر الملك «المعزز» منذ توليه سلطاته الدستورية، اهتماماً ببناء الانسان الاردني، والحفاظ على استقلال المملكة ومنعتها، كي لا تكون مكسر عصا لأي طامع او غازٍ، ما أثلج قلوب الاردنيين، ورفع من معنوياتهم، فتم بناء شبكة علاقات دولية فريدة، وتقديم نموذج يحتذى بالتسامح والاعتدال والوسطية، والدفاع المشروع عن قضية العرب الاولى.. قضية فلسطين والقدس بموقف قوي ومشرّف.
محليا، لا يخفى على أحد حجم الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أنجزت وبمشاركة الجميع، وتوزيع مكاسب التنمية على كافة ارجاء الوطن، ومعالجة مواطن الخلل في الاقتصاد الوطني، وتأهيل القدرات البشرية للكفاءات الاردنية.
وفي تقييمنا لما أنجز خلال العقدين الماضيين، فلا بد أن نكون موضوعيين ومنصفين، فلا يمكن تجاهل السياسة الحكيمة التي جعلت الأردن واحة امن وإستقرار وأعطته مكانة يتغني بها القاصي قبل الداني، هذه السياسة التي جنبتنا الحروب والفتن والدمار والقتل والتشريد، وهيأت الارضية لإنطلاقة جديدة بعد انفراج الاوضاع بالمحيط من حولنا.
في الجانب التنموي، تم إنجاز الكثير من المشاريع الاقتصادية الكبرى، كمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي نقلت المدينة من مجرد ميناء الى منطقة سياحية وتنموية جاذبة تضاعف عدد سكانها من 50 الفا في عام 1999، الى 200 الف مواطن عام 2019، عدا عن المناطق التنموية والصناعية التي نجح بعضها ولا زال البعض الاخر في بدايات الطريق.
في القطاع الشبابي، أطلقت العديد من المبادرات الشبابية التي تؤهل الشباب وتساعدهم على تأهيل أنفسهم للإنخراط في سوق العمل بعيداً عن الوظيفة، والتفاعل مع القضايا المجتمعية والمشاركة في صنع القرار من خلال المشاركة بالانتخابات النيابية و» اللامركزية»، والمواقع القيادية الاخرى، كما تم اشارك القطاع الخاص بالتعليم الجامعي، حيث استقطبت المملكة العديد من الجامعات العالمية لتعمل على تأهيل الشباب، كما حظي القطاع الرياضي بإهتمام كبير حققنا من خلال العديد من الانجازات الاقليمية والدولية.
في القطاع السياحي، تم تحقيق أرقام قياسية في هذا المجال فتضاعفت ايرادات المملكة وأعداد الزوار القادمين للسياحة في المملكة، مستفيدين من القيمة التاريخية والاثرية والطبيعية التي يزخر بها وطننا، كما تم جذب الاف الطلبة العرب والاجانب للدراسة في الاردن لما يحظى به من سمعة متميزة في مجال التعليم الجامعي والعالي.
في هذه الايام التي نحيي فيها ذكرى تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، نهنئ قائدنا بهذه المناسبة، ونهنئ شعبنا المعطاء ووطننا الغالي، لتكون هذه المناسبة إنطلاق جديدة نحو مزيد من التماسك والوحدة والمثابرة لمواصلة طريق العطاء والانجاز، وكل عام والجميع بالف خير.