خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ذكريات متقاعد.. ومواقف الوقوف مع الواقف

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة كنت منذ زمن، وأنا ما أزال بالوظيفة، أعرب عن رغبتي بالوصول إلى مرحلة التقاعد، لكي أترك الوظيفة، وأنا غير آسف على تركها، إذ لم تكن الوظيفة، أية وظيفة قمت بها، ممتعة بالنسبة لي، وكنت أذهب إلى مكان عملي كل صباح، وأنا غير ذي لهفة للذهاب إلى المؤسسة التي أعمل بها، وأنسحب هذا الحال على جميع المؤسسات التي عملت بها، وكنت أمضي اليوم في حالة ضيق، وأخفي فيه حال عدم الانسجام بالمحيط الذي أعمل فيه، وقد كنت أنهمك بالعمل، وأضيف إليه جهدا كتابيا خاصا، لكي أتغلب على الملل، وأخفف من الإرهاق النفسي.

كنت أضيق ذرعا بالعديد من الأوامر أو التكليفات التي تصدر إلي، وأراها سخيفة أو غير ضرورية، وكنت أكتشف حماقات الرؤساء بالعمل، وحبهم للسلطة، وكنت ألاحظ محاولات الإساءة والعمل بالخفاء مرة ضدي ومرة ضد غيري من الزملاء، وكنت أشاهد مواقف التملق والنفاق والتظاهر بالود والمحبة، تجاه المسؤول من بعض الزملاء، وخاصة تلك التي تعقبها استغابة وطعن ومحاولة تشويه السمعة، من قبل موظفين إلى موظفين آخرين، قد غادروا مواقعهم، وكنت أرى مواقف الوقوف مع الواقف، التي سرعان ما تنقلب إلى مواقف تشهير وشتم وتعزير، وهكذا كنت أرى أن الشخص المستقيم المجد المجتهد المخلص الأمين الصادق، مكروه ومستبعد، مهضومة حقوقه، وممحية فرصه، وتلحقه اتهامات بالتقاعس والتخاذل والسلبية والانطواء، على حساب خداع الآخرين بالغيرة على العمل والوفاء للمسؤول والمثابرة على الإنتاج.

غيرت العديد من الوظائف والمؤسسات والقطاعات والأنماط، وكما حدث معي في المراحل السابقة، ولكنني لم أجد أن تلك المثالب وتلك السلبيات بين الزملاء قد اختفت، ولم أجد أن تلك العيوب المؤسسية قد زالت، أو أن تلك المعوقات والنتوءات قد تخلت عنها أي من القطاعات التي التحقت بها وعملت فيها، لا بل اكتشفت وعانيت، وتألمت وامتعضت من استمرار وجودها وانتشارها في ثنايا المؤسسات وجوانب المنظمات، داخل الأردن وخارجه، الخدمية والاستشارية والأكاديمية على حد سواء.

آمل أن يكون العهد الحالي للوظيفة العامة قد تغير نحو الأفضل، وأن اجواءها قد اصبحت اكثر صفاء ونقاء، وان العلاقات بين الزملاء في المؤسسة الواحدة قد توثقت بصورة افضل، في اطار الود الصادق والثقة المتبادلة، وان الجميع قد اصبح مؤمنا بالمصلحة العليا ويسعى لتحقيقها وصونها بما فيه مصلحة الوطن والمواطن وبما فيه فائدة للأجيال القادمة.

استشاري اجتماعي - باحث في قضايا المواطنة عضو المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF