خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

رحلات الموت

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عماد عبدالرحمن أما وقد وقعت فاجعة البحر الميت لكي نصحو من غفوتنا بخصوص تهيئة البنية التحتية وقبل ذلك، إدارة العديد من الملفات وفي مقدمتها قطاع التعليم الخاص وهامش البعد عن الرقابة والمتابعة بحكم أنه قطاع خاص، فإن جلد الذات الندم على ما حصل لا ينفع بقدر ما هو مطلوب تقييم دقيق ومنهجي ومحايد لما جرى في «زرقاء ماعين» يوم الخميس المشؤوم.

في حالات الكوارث الطبيعة صحيح أن القضاء والقدر هو الفيصل، لكن قد تكون حادثة البحر الميت، انذاراً مبكراً لما نعانيه من مشاكل في إدارة العديد من الملفات، تكشف عن الخلل الموجود لدينا سواء في البنية التحتية والجسور والسدود، أو تنظيم بعض القطاعات المستجدة علينا بالفترة الأخيرة، وهي «رحلات المغامرات» التي يبدو أنها قطاع هائم لا يعرف هل هو من مسؤولية وزارة السياحة أو أي وزارة أخرى.

في الأعوام القليلة الأخيرة، غدونا نسمع ونقرأ عن رحلات المغامرات التي ينظمها أشخاص بمسميات مختلفة، للمناطق الوعرة وذات التضاريس الصعبة وتسلق الجبال والوديان والشلالات، وهي شركات ربحية بالدرجة الأولى، وانتقلت أخيراً إلى المدارس لممارسة أنشطتها المغامراتية مع الطلبة والمراهقين وحتى الأطفال.

وما حدث يوم الخميس المشؤوم، ناتج عن حالة فوضى في هذا المجال، فكيف يسمح بتنظيم رحلة لـ37 طالباً وطالبة من مختلف الأعمار، مع وجود 3 مشرفين فقط، ولا يوجد بينهم إلا شخص واحد مؤهل وقد أنقذ المجموعة الأولى، وعند محاولته انقاذ المجموعة الثانية لم يسعفه الوقت وذهب ضحية مع الطلبة، علماً أن تواجد المجموعات الطلابية الثلاثة كان ضمن منطقة وادي محصور لا تتعدى أمتاراً قليلة، ولا يتوفر داخل الوادي أي محطات حماية في حال وقوع سيول جارفة لإنقاذ المغامرين.

إذا أردنا أن نحدد المسؤوليات فقد ندخل في جدل بيزنطي له أول وليس له آخر، لكن لنعترف أن كل الأطراف تتحمل مسؤولية ضمن اختصاصها، فالمدرسة تتحمل مسؤولية تنظيم هذه الرحلة لطلبة صغار ويافعين ،دون إدراك لمخاطر هذه المغامرة، ووزارة التربية تتحمل مسؤولية بكونها لا تلغي الرحلات ابتداءً من 1-10 ولغاية 30-3 من كل عام، ووزارة السياحة التي تعلم أهمية سياحة المغامرة وانتشارها لم تنظم هذا القطاع كما يجب ضمن أسس ومعايير تضمن تأهيل وتدريب العاملين فيه، ووزارة الأشغال تتحمل مسؤولية إهتراء الجسور وسوء حالتها دون أن تجري صيانة وكشفاً دورياً عليها لكشف مدى صلاحيتها وتأثير العوامل الطبيعية والجيولوجية عليها، والمنطقة التنموية بالبحر الميت تتحمل مسؤولية عدم تأهيل هذه المناطق وتزويدها بما يلزم واغلاقها عند هطول الأمطار أمام الرحلات والمغامرين.

إذا أردنا أن نعبر بصدق عن تضامننا مع أهالي الضحايا، وحتى لا تتكرر رحلات الموت الجماعي هذه، فلنتعلم من هذا الدرس القاسي، ولنتخذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل هذا الحوادث المفجعة، لماذا لا يكون هناك تعميم لنظام انذار مبكر كما هو موجود في معظم دول العالم في المواقع الخطرة، فقد كنا سابقاً نقول المشكلة بالأرصاد الجوية ما نبهتنا لكن هذه المرة نبهت الأرصاد قبل أيام من وقوع الحادث وحذرت، لكننا لم نعير التحذيرات انتباها ووقعنا في المحظور الذي افقدنا فلذات أكبادنا.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF