عماد عبدالرحمن
ينتظر رجال الاعمال والتجار والمواطنون العراقيون والاردنيون افتتاح معبر طريبيل الحدودي بين البلدين، بعد ان توقف عن العمل بشكل كامل منذ تموز 2015، بعد سيطرة «داعش الارهابية» على الطرق البرية شرقي العراق، علماً ان البلدين تضررا إقتصاديا جراء اغلاق هذا المعبر، الذي كان يمثل شريانا اقتصاديا حيوياّ نشطاً طوال العقود الماضية.
أهمية المعبر تكمن في كونه يمثل عمقا إقتصاديا متبادلا، فالعراق يستفيد من موانئ العقبة من خلال الاستيراد والتصدير، والاردن يستفيد بتصدير منتجاته وتشغيل شاحناته بكلف إقتصادية مجدية، قبل الاغلاق زادت قيمة التبادلات التجارية على مليار دولار أميركي، وبعد الاغلاق تضاعفت كلف النقل والتصدير من الفي دولار الى خمسة الاف للشاحنة الواحدة، وزادت مدة وصول الشاحنات من يومين لعشرة ايام حالياً.
البلدان يبذلان جهودا مكثفة على مختلف المستويات ( سياسياً وامنياً) لإعادة افتتاح المعبر وتأمين الطريق الواصل، خصوصا بعد الانتصارات العراقية التي تحققت ضد التنظيمات الارهابية غرب العراق، هذا الانتصار ينعكس ايجابيا على الاردن ودول المنطقة، حسبما عبر عنه وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني اول امس، بالتالي من الضروري ان تنعكس هذه الانتصارات على حياة المواطنين في المنطقة، خصوصا وانهم عانوا الامرين ولسنوات بعد أن احكمت هذه التنظيمات قبضتها على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، وعانى السكان ما عانوه منذ عام 2014.
الأردن، من جهته أبدى جاهزيته الكاملة لتأمين حركة النقل والمعبر من نقطة العبور الى داخل الحدود، والتعاون اللوجستي (الفني والبشري) مع العراق بهذا الخصوص، بإنتظار انتهاء الجانب العراقي من «الاجراءات الامنية الدقيقة « التي يعتزم اتخاذها هناك، قبل افتتاح المعبر رسميا، مطلع ايلول المقبل، بحسب تصريحات من الجانبين.
العراق، أيضا، يكثف إجراءاته لإعادة افتتاح المعبر، وقد أجرى قبل يومين افتتاح تجريبي للمعبر ، لشاحنات انطلقت من بغداد تجاه المعبر، بحسب ما نشرته صحف عراقية امس، خصوصا وان تأمين حركة النقل من المعبر لبغداد يحتاج لجهد مضاعف في ظل الظروف الامنية في العراق، وهي مسألة تتعلق بالسيطرة الامنية التي تحققت بعد تطهير غرب العراق من التنظيمات الارهابية، وحماية الشاحنات والطرق على مدار الساعة، ووأد أية محاولات من شأنها الحاق الضرر بالمسافرين او شاحنات النقل التي ستعيد الحياة لهذا المعبر سواء في المناطق الشرقية للمملكة او مناطق غرب العراق.
إذاً، ملاحظ ان الارادة السياسية والامنية متوفرة بقوة لدى الجانبين، لإعادة إفتتاح «طريبيل»، هذا ما تلمسه من تصريحات المسؤولين من كلا الجانبين، وطبيعة الحراك السياسي والامني بينهما خلال الفترة الاخيرة، وما يبذل من جهود مشتركة لتحقيق ذلك، وقد بذل الطرفان جهوداً وخسرا أرواحاً لإعادة السيطرة على المعبر، ويبقى التصدي لأية محاولات من أي طرف لعرقلة إفتتاح المعبر، مطلوباً أيضا.
[email protected]