د. عميش يوسف عميش
بداية اخترت هذا الموضوع الهام ليكون جزءاً من التربية والتعليم الوطني وكمرجعية تعكس وضعنا الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. دائرة الاحصاءات العامة تقدم تقرير التعداد العام للسكان والمساكن، والاخير (10/ 12/ 2015)، والسادس منذ (1952).
يقول د. قاسم الزعبي/ المدير العام للإحصاءات والتعداد: يهدف التقرير لتوفير بيانات لتطور حجم سكان الاردن وتوزيعهم الجغرافي والتركيب العمري والحالة الزواجية والتعليم، والصعوبات الوظيفية والتأمين الصحي.
المعلومات ذات فائدة كبيرة لمتخذي القرارات والباحثين. تنفيذ التعداد تم بجهود كوادر اردنية، وبتمويل اردني ودعم الاتحاد الاوروبي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ومنظمة اليونيسف وصندوق الامم المتحدة للسكان. بالإضافة لاستشارات تقنية من (1) مكتب التعداد الاميركي. (2) اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا (الاسكوا)». اما اهداف التقرير (1) توفير البيانات لتطور حجم السكان وتوزيعهم الجغرافي. (2) التركيب العمري والحالة الزواجية. (3) التعليم. (4) الصعوبات الوظيفية. (5) التأمين الصحي. (6) الوفيات.
(7) الظروف السكنية. (8) الهجرة الطوعية والقسرية بسبب النزاعات المسلحة. التعداد اجري بشكل علمي موثق وبجهود وطنية وبإقرار من مؤسسات الامم المتحدة للسكان. واعطانا نتائج هامة هي (1) بلغ اجمالي سكان المملكة (712,531,9) نسمة اي تضاعف اكثر من (10) مرات خلال 55 عاماً. (2) الاردنيين (587,613,6) ويشكلون (4,69%). (3) غير الاردنيين (30%) منهم (3,1) مليون سوري والمصريين (636الف). (4) اجمالي عدد الاسر (534,977,1) ومتوسط حجم الاسرة (8,4) فرد. (5) سكان العاصمة اربعة ملايين. (6) نسبة المتزوجين: ذكور 54% واناث 57%. (7) اجمالي الملتحقين بالتعليم 51% ذكور مقابل 49% اناث. (8) الاردنيين بالتعليم الحكومي 78%. (9) نسبة الامية 9% منها 7,6% للأردنيين. (10) نسبة الصعوبات الوظيفية 7,2% للذكور و64,2 للإناث. (11) 68% من الاردنيين مشمولين بالتأمين الصحي. قانون الاحصاءات رقم (12) ينص تنفيذ التعداد مرة كل (10) سنوات لكن يتأخر بسبب ظروف المنطقة. اهمية التعداد توفير بيانات احصائية تفصيلية عن الافراد وخصائصهم الاجتماعية والاقتصادية والوحدات السكنية حسب التوزيع الجغرافي والاداري.
ويستخدم كمرجع لضمان التوزيع العادل للثروات والخدمات الحكومية والتخطيط التنموي لراسمي السياسات وصانعي القرارات. والتعرف على مخزون المساكن والخدمات فيساعد لمعرفة الاحتياجات السكنية المستقبلية.
اما نظام المعلومات الجغرافية فتخدم الاغراض الادارية للمؤسسات الحكومية: ولتنفيذ التعداد استخدمت اليات وتقنيات حديثة تشمل: خرائط ومخططات ملائمة للإحصاء تبعها جمع البيانات ميدانياً من خلال التواصل مع السكان باستخدام استمارة الكترونية صممت على الاجهزة اللوحية (Tablets) ثم نشر النتائج باسلوب (CAPI) (Computer Assisted Personal Interviewing).
خطوات تنفيذ التعداد الالكتروني. (1) استخدام نظم المعلومات الجغرافية المتوفرة لتنفيذ مرحلة تقييم منطقة العمل لباحثي التعداد وتسمى (منطقة الحزم) او (بلوكات) وهذا يضمن تغطية شاملة لكل مناطق المملكة، وانهى كل باحث المقابلات مع جميع الاسر في المنطقة الموكلة له خلال (10) ايام. الجديد في التعداد اتمامه الكترونياً باستخدام الاجهزة اللوحية والبيانات الجغرافية والصور الجوية الفضائية ونظم المعلومات الجغرافية واحداثيات لكل مبنى في المملكة ضمن البيانات الجغرافية، وجعل استخدام نظام الموقع الجغرافي (GPS) (Global Positioning System) عاملاً مساعداً في ضبط عمل الباحثين.
اذن الاردن هي اول دولة في المنطقة تنفذ التعداد بهذه الطرق. (2) الاجهزة اللوحية. (العمود الفقري لعملية التنفيذ الالكتروني) اظهرت البيانات وعددها من خلال الاستمارات الالكترونية المصممة لهذه الغاية وتمت عملية تكامل البيانات الى قاعدة البيانات المركزية في دائرة الاحصاءات العامة. (3) اما البرامج التطبيقية فتتكون من (أ) النظام الالي لجميع البيانات باستخدام الاجهزة اللوحية. (ب) نظام الرقابة والمتابعة الميدانية. (ج) العد الذاتي. (د) نظام العمل الميداني. (و) النشر واستخراج النتائج. (4) شبكة تراسل البيانات من قاعدة بيانات الاجهزة اللوحية الى قاعدة البيانات المركزية من خلال تقنية التزامن (Synchronization) وتكون عمليات النقل كاملة. (5) وجود مراكز إشرافيه موزعة في انحاء المملكة لانطلاق الباحثين وعودتهم وتسليم الاستمارات المنتهية.. وتم تنفيذ التعداد بشكل الكتروني واصبح للمركز الاشرافي نقطة الادارة اللامركزية للعمل الميداني والموقع الذي يعمل به كل مشرف ويتواصل مباشرة مع غرفة عمليات الدائرة. واحتوت المراكز الاشرافية موظفين مختصين فنياً لتطبيقات البرمجة، وخط انترنت، وطابعة ووصلات شحن للأجهزة، واجهزة لوحية احتياطية. وتم توفير (100) مركز اشراف قدمت الدعم التقني لفرق التعداد. (6) تجهيز بنية تحتية الكترونية بمواصفات تخدم تنفيذ التعداد. (7) تجهيز مركز متكامل للبيانات بتصاميم حديثة تغطي احتياجات المشروع لسنوات مقبلة. (8) مركز الاتصال يقوم بالرد على استفسارات المواطنين والعاملين في الميدان وتوفير الدعم الفني. (9) غرفة العمليات للتعداد جهزت بأحدث المعدات والهواتف وشبكة داخلية وانترنت واجهزة متصلة بالشبكة التابعة للأعمال الميدانية. اما مراحل التعداد (1) التحفيز والتخطيط والتصميم. (2) العد الفعلي. (3) مرحلة ما بعد التعداد وتدريب الكوادر البشرية. التقرير يشير الى تطور حجم السكان والتوزيع الجغرافي منذ ستينات القرن الماضي كذلك الحالات الزواجية. هناك خطة شاملة للتعليم منذ منتصف القرن العشرين ومؤثرة على المسيرة التنموية للأردن. لكن تطلب ذلك تخصيص موازنة مالية ضخمة، والنتيجة تدني نسبة الامية في الاردن لأدنى النسب في العالم العربي. وهناك جدول معدلات الالتحاق الاجمالية بالتعليم حسب الفئات العمرية والجنس وجدول للتوزيع النسبي للأفراد الملتحقين بالمؤسسات التعليمية حسب المرحلة والجنس واجمالي النسبة لكل المراحل 1,51 ذكور و 9,48 اناث. وهناك فصل حول الأشخاص ذوي الصعوبات الوظيفية (الرؤية، السمع، المشي، التركيز، التواصل، العناية الشخصية). والباب الاخر هو موضوع التأمين الصحي وشموليته التي تصل الى 52% عامة وللأردنيين 63%. وهناك تباين في النسب سجلت بين محافظات. وان جميع الاطفال تحت سن (6) سنوات لديهم الحق للحصول على الخدمات الصحية. اما معدل المشاركة الاقتصادية الإجمالي بلغ 48% وللأردنيين 46% والسبب ان غالبية الوافدين يأتون لأجل العمل كما ان 69% من الذكور نشيطين اقتصادياً مقابل 22% فقط اناث. في زيارة لدائرة الاحصاءات ولقاء سمو الامير الحسن بن طلال المعظم مع مديرها وكوادرها اكد سموه اهمية المعلومات الاحصائية في تعزيز اتخاذ القرارات المدروسة ورسم الخطط المستقبلية الهامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة ولفت سموه اهمية تظافر الجهود لإنتاج ارقام واحصاءات اكثر نفعية تلبي حاجة المواطن والمؤسسات من خلايا المعلومات المقدمة من دائرة الاحصاءات التي تحدد الاولويات والحاجات الوطنية وتحويلها لسياسات.
