د. تيسير عماري
نصف الشعوب العربية يعيشون تحت خط الفقر و 50% من الشباب العربي عاطلين عن العمل هذه ارقام رسمية قرأتها في مقال للصحفي والكاتب الاقتصادي الصديق عصام قضماني في مقالته يوم الجمعة 31/ 3/ 2017 في جريدة الرأي هذه النسب من اعلى النسب في العالم.
يصدم المرء عندما يقرأ تلك الارقام ويصاب بالحزن ويتساءل لو كانت مقدرات الدول العربية موجودة في دول وشعوب اخرى هل سيكون هناك فقر وبطالة في تلك الشعوب ؟ من المؤكد الجواب سيكون لا طبعاً ، اذا لماذا هذا الحال وما اسبابه؟ وهنا اذا ما دخلنا في الاسباب ربما نسترسل في الحديث فلا يكفي مقال لذكر تلك الاسباب لكن يبدو ان امكانياتنا المالية الهائلة هي ليست ملكاً لنا او اننا لا نملك حرية التصرف بها اواننا نسيء استغلالها.
نستطيع ان نجعل من بلد عربي مثل السودان ليكون سلة الغذاء لكل العالم العربي دون الحاجة لاستيراد المواد الغذائية من الخارج واهمها القمح والثروة الحيوانية وغيرها.
لم يعد يكفينا الفقر والبطالة في عالمنا العربي بل اصبح القتل والدمار والحروب والارهاب شغلنا الشاغل يومياً واصبحت اموالنا الهائلة تذهب هدراً من اجل شراء السلاح والسلاح ضد من ؟ ضد بعضنا البعض، والتدمير اين ؟ في بلداننا والقتلى والمشردين منا.
لم تعد القضية الفلسطينية شغلنا الشاغل ولم يعد اللاجئون منها فقط فهناك اكثر من فلسطين اصبح فيها لاجئون ومشردون وقتل ودمار كيف وصلنا الى هذا الحال ولماذا؟ يبدو اننا فقدنا الوعي واضعنا البوصلة.
لقد تم استعمارنا بعد الحرب العالمية الاولى وتم تقسيمنا وقبلنا بذلك واليوم وبعد قرن من الزمان نتحارب ونتقاتل من اجل تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتحولنا الى طوائف متحاربة فيبدو اننا عدنا الى زمن الجاهلية.
لو سخرنا اموالنا في البحث العلمي والمعرفة لكان منا العلماء والمخترعون لو سخرنا اموالنا في التقدم الاجتماعي لما كان بيننا فقير او عاطل عن العمل ولو - ولو - ولو - ولو.
الى متى ستذهب اموال الامة العربية هدراً بدل ان نستخدمها في محاربة الفقر والبطالة والجهل والتخلف الفكري ؟