ولئن لفت الزعيمان الكبيران خلال التصريحات المشتركة للصحافيين وقبل بدء المباحثات الى عمق وتميز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين وإعراب جلالة الملك خصوصاً عن الدور المحوري الذي تلعبه روسيا ليس في العالم فقط وإنما في شكل خاص في منطقتنا فضلاً عن الدعم الذي أبداه جلالته لمسار المباحثات في أستانا، وتثمين جلالته الجهود التي من شأنها ان تُفضي الى مستقبل جامع لكل مكونات الشعب السوري، فإن جلالته ومن منطلق الدور الحيوي والمحوري الذي يلعبه الأردن في قضايا المنطقة والمواقف المبدئية الثابتة التي يتخذها حيال الأزمات التي تعصف بالمنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية حرص على التأكيد للرئيس الروسي أن الأردن سيعمل بشكل وثيق مع القيادة الروسية للمضي قدماً نحو محادثات جنيف وغيرها من المباحثات وبخاصة ان الأردن يرى أهمية للدور الروسي وإسهامه في تجاوز التحديات، ليس فقط في ما خص الأزمة السورية وإنما لغيرها من أزمات الاقليم..
من هنا فإن ما لفت اليه جلالة الملك عندما ذكرّ الحضور بأنه والرئيس بوتين قالا بأن التحدي الذي يواجهه الأردن وروسيا والعالم أجمع، هو الحرب على الارهاب الدولي، يكتسب أهمية اضافية في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تعبرها المنطقة في حربها على الارهاب وبداية انحسار المناطق التي يسيطر عليها خوارج العصر في سوريا والعراق ما يعني أيضاً ضرورة العمل في اطار ممنهج شمولي لمواصلة هذه الحرب على هؤلاء المجرمين والقتلة كي يتم تجفيف منابعهم ودحرهم في النهاية وهو أمر اكد عليه جلالته عندما قال في معرض تذكيره بما قاله جلالته والرئيس الروسي من انه تحدث مع العديد من الاطراف في العالم والذين "لم يستمعوا لآرائكم ولآرائنا" - كما قال جلالته.
في الاطار ذاته جاءت تصريحات الرئيس بوتين لتلقي في انسجام واتفاق كاملين مع ما طرحه جلالته في التصريحات المشتركة للصحافيين وبخاصة اشارته الى الحوار والتواصل بينه وبين جلالة الملك كتجسيد عملي وايجابي لطبيعة العلاقات المتميزة بين البلدين فضلاً عن تقديم الرئيس الروسي الشكر لجلالة الملك لدعم الأردن انطلاق عملية الحوار في أستانا ووجود تقدم في هذه العملية تبني على وقف اطلاق النار المهم بفضل الجهود المشتركة لجلالة الملك والرئيس الروسي اضافة الى ان موقف المشاركين يؤكد انه لن يكون هناك حل عسكري للازمة السورية ما يمهد بالفعل لأن تكون محادثات أستانا أساساً جيداً لمواصلة المحادثات في المستقبل ومن ضمنها محادثات جنيف.
قصارى القول ان قمة موسكو الأردنية الروسية شكلت فرصة أمام البلدين الصديقين للتأكيد على عمق علاقات الصداقة بينهما والبحث في قضايا المنطقة بدءاً من الأزمة السورية المتمادية فأهمية دور جميع الاطراف في سوريا للتوصل الى حل سلمي لهذه الأزمة وايضاً في التطرق الى الخطوات المقبلة المرتبطة بعملية وقف اطلاق النار والعمل لمرحلة إعادة الإعمار فيها بما يضمن تعزيز الثقة والمضي قدماً في العملية السلمية ومساعدة اللاجئين في العودة الى بلدهم، كذلك تم بحث الملف العراقي وسبل دعمه لتحقيق المصالحة الوطنية، كذلك في بحث الاوضاع في المنطقة والملف الليبي.
جهود جلالة الملك الدؤوبة والمثابرة والمصداقية التي تحظى بها الدبلوماسية الأردنية تزيد من القناعة بأن بلدنا في دوره المحوري إنما يهدف الى خدمة المصالح الوطنية والدفاع عن القضايا العربية ومحاربة الارهاب وتجنيب دول المنطقة وشعوبها المزيد من المعاناة والفوضى والخراب.
