خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

العواطف صناعة الدماغ !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة حينما يطّلع المرء على معلومات جديدة تختلف عما كان قد عرف وألِف، تُرى ماذا يكون رد فعله؟ الدهشة والاستغراب أم أن مشاعر أخرى قد تنتابه كالغضب والاشمئزاز أو الرفض والانكار أو احساس عميق بالراحة النفسية لاكتشافه الحقيقة بعد شك اتعبه أو قلق اضناه؟

السؤال يبدو بسيطاً وهو ليس كذلك فالجواب يحمل في طياته ما قد تعرّض له المختصون بأبحاث واسعة ليس هذا مجالها، وقبل المضي في الحديث أرى من الأفضل أن أوضح مقصدي بمثال أو اكثر من تلك المعلومات العلمية او التاريخية التي يمكن ان تهز لدى المطلع عليها لاول مرة قناعات قديمة راسخة أو ان تقتلعها من جذورها لتحل محلها قناعات قد لا تشبهها البتة، كأن يعلم ان عمر الكون الواسع الشاسع منذ الانفجار الكبير (Big Bang) يقارب 13,5 مليار سنة لا بضعة آلاف معدودات كما قرأ في الكتب القديمة كالتوراه، وأن عمر الانقسام الجنسي للخلية المعروف بطفرة التكاثر بين الكائنات(Sex Bang) حوالي 500 مليون سنة وهو مالم تذكره تلك الكتب طبعاً، أو أن يعلم ان الدماغ البشري له قشرة تحتوي على مليارات الخلايا العصبية ومهمتها الوعي والتفكير وهي مهمة لم تكن موجودة في الانسان الاول قبل مليوني عام، وقد نمت قشرة الدماغ خلال هذه الحقبة الطويلة من الزمن الى ثلاثة اضعاف سماكتها حتى بلغت قبل مئتي ألف عام ماهي عليه الآن وجعلت الانسان المنتصب Homo Erectus عاقلاً بعد أن كان في السابق شبيها بالكثير من الحيوانات الثديية او سواها، وأن يعلم أن نمو الدماغ نفسه يستمر بتزايد الخلايا العصبية في قشرته حتى يتوقف في سن العشرين، اما الشبكات العصبية فتزيد اعدادها وتتسع اتصالاتها وتكثر وظائفها لأنها تتعلق بالعلوم والمعارف والادراك والذكريات والسلوكيات، التي ينميها الاطلاع والخبرة والممارسة والا فانها تذبل وتضمر وهو مصير خطير يؤدي اليه عدم خوض التجارب أو التراجع في قراءة الكتب الجديدة أو الاضطرار لتكرار قراءة موضوع بذاته حتى ولو لملايين المرات دون جدوى!

وبالمجمل ربما لا تهم هذه المعلومات بعض الناس لكنها قد تحرك فيهم الرغبة في الاستزادة او تنقلهم الى حالة عدم اليقين حول العديد مما كانوا مقتنعين به من قبل، لكن الأمر يختلف في تقديري عندما يعلمون أن مشاعرهم وعواطفهم ليست خيالات وهمية من فعل قوىً خارجة عن حدود اجسادهم بل انها من فعل أدمغتهم التي تتحكم بها كما بجميع الوظائف الأخرى، فالخوف والألم والسعادة تقررها كماً ونوعاً مراكز وغدد وفصوص في الدماغ فتأمر بافرازات هورمونية ومواد كيماوية في الخلايا العصبية وخيوطها المنطلقة منها لتصل مع الخلايا الأخرى عبر تيارات كهربائية، ولعل من الطريف هنا معرفة شيء عن الإندورفينات endorphins التي تُنتج من قبل الغدة النخامية والحبل الشوكي وتتفاعل مع مستقبلات في مناطق من الدماغ مسؤولة عن ضبطها أو التحكم فيها تجاوباً مع الخوف أو الألم أو الاضطرابات النفسية التي أصبحت تعالج تبعا لذلك بالادوية وليس بضرب المريض لاخراج الجن من جسده! ولأن هذه الاندورفينات مثل الأفيون والهيروين والمورفين فهي تعتبر مخدرنا الخاص الذي يوقف اوجاعنا المختلفة أو يشعرنا بالمتعة واللذة والنشوة سواء بممارسة الجنس أو مصاحبة صديقة او صديق أو الطرب على أغنية جميلة أو حتى عند تناول طعام شهي !.. سوف اتوقف عند هذا الحد من التصدي للعواطف والأحاسيس البشرية حتى لا أغضب العشاق الذين ربما مازالوا يعتقدون أن قلوبهم هي مكمن عواطفهم الملتهبة كما أني لا اقصد السخرية من الشعراء الذين مازالوا يقولون بشيطان الشعر مجازاً فهم يعلمون جيداً أن عقولهم مصدر إلهامهم، ثم احيل هؤلاء واولئك الى الصديق الدكتور ماهر الصراف الذي أثار عندي هذا الحديث ذا الشجون بعد أن قرأت مؤلفه القيم ( فلسفة بيولوجية الجسد ).

وبعد.. فليست كل معلومة جديدة حقيقة ثابتة مسلماً بها، بل تظل قابلة للشك والتساؤل حتى يفد اليها من العلوم والاكتشافات الجديدة ما يقربها من اليقين، لكنها قطعاً لن تعود القهقري الى موقع المعلومة القديمة البائدة المدعوة احيانا بالخرافة!
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF