خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الحرب الباردة.. وسواها !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة من المعلوم أن الحرب الباردة تعبير سياسي يستخدم في وصف حالة التوتر والعداء القائم بين دولتين أو أكثر تجنباً لاستخدام السلاح في حل نزاعٍ ما بينهما أو تمهيداً لحربٍ ساخنة ! وهناك من يقول إن الحرب الباردة بين الدول المتجاورة قائمة تلقائياً نتيجة احقاد قديمة حتى لو كانت قبلية منذ أيام التنازع على الماء والكلأ ! أو ثأراً لخلافات تاريخية تلبس لبوس المذاهب الدينية أو الاصول العرقية لكن لها في الواقع اسبابها وأهدافها المشابهة مع تلك التي تسودها قرقعة السلاح ويدوي فيها هدير المدافع والطائرات ! ومن المعلوم كذلك ان القوى التي تعمل لتأجيج الحرب الباردة تستخدم وسائل متعددة كالجاسوسية والتخريب والتآمر والعقوبات الاقتصادية ، مصحوبة بشن حملات اعلامية لتغطية او تشويه الواقع والحقيقة ، وليس ذلك كله لحساب دهاقنتها وعرابيها من اصحاب صناعة الاسلحة فحسب بل ايضاً لحساب الشرائح الأخرى التي تشاركهم في استغلال آليات اقتصاد السوق المنفلت من اجل تحقيق الارباح.

كنت أجلس ذات يوم من حزيران عام 1985 على أحد مقاهي الرصيف في سيدي بوسعيد في تونس أتحدث مع مسؤول يتمتع بثقافة واسعة في موضوع ذي علاقة باجتماعات مجلس وزراء الصحة العرب ألا وهو ميزانيات الصحة في الدول العربية وكيف أن اكثرها لم تصل بعد في ذلك الوقت الى نسبة ال 5 % من الميزانية العامة كما كانت توصي منظمة الصحة العالمية، وقبل أن أواصل ثَنائي على تونس التي كانت الوحيدة التي تنفق على الصحة اكثر من هذه النسبة قاطعني محدثي بالقول: لكن هذا التميز قد تعثر الآن مع الاسف فقد اضطرت الحكومة عندنا لتخفيض ميزانية التعليم من اجل رفع مخصصات التسلح وتقوية الجيش بعد التهديدات الاخيرة التي اطلقها الرئيس الليبي معمر القذافي بسبب خلاف مفاجئ مفتعل بين تونس وليبيا حول الحدود فعلقت بالقول إننا أمام نموذج مصغر لحرب باردة تفضي لنفس ما تهدف له – بين ما تهدف – الحرب التقليدية ، وهو شراء مزيد من الأسلحة، والمعروفة مصادرها والدول التي تبيعها وهي في العادة المستفيدة الاولى من اشتداد أي حرب سواء اكانت ساخنة أم باردة !

لم أكن يوماً خالي الذهن من الاسباب الاقتصادية الكبيرة والصغيرة للحروب عبر التاريخ والطبقات المستفيدة التي تثري من ورائها لذلك فاني لم افاجأ حين سمعت قبل عقدين من الزمان في المسرحية الغنائية الرائعة (المتنبي) لمنصور الرحباني ذاك الجزء المهم الموحي من الحوار الذكي الذي كان يدور بين تاجر الاسلحة وصديقه المسؤول في امارة سيف الدولة الحمداني، إذ قال التاجر: وانت تعلم يا سيدي أننا – حين تشتعل الحرب – نبيع كثيراً وللطرفين !!

واذكر الآن من المقولات المبسطة الكثيرة التي فتحت اعيننا على حقيقة بعض الحروب وأطماعها في غزو اسواق جديدة تلك التي مفادها: (تذهب البواخر المحملة بالبضائع أولاً ثم تتبعها البوارج الحربية، إن لم تكن سبقتها) وكان المثل الصارخ حرب الافيون التي شنتها انجلترا على الصين في القرن التاسع عشر ثم لحقت بها فرنسا ودول أخرى كالولايات المتحدة وفرضت على الشعب الصيني بضائعها بما فيها الأفيون !

صحيح ان هناك انواعاً أخرى من الحروب يطلق عليها للتبرير والتمويه اسماء مختلفة فحروب الزمان القديم التي كانت تسمى غزواتٍ أو فتوحات شُنّت تحت رايات مقدسة ! وحروب الدفاع عن النفس ابتدعت لها أميركا في عدوانها على العراق وصف الاستباقية ! أما الحروب بالوكالة فإنها من اكثر الانواع نفعاً للدول المصدرة للأسلحة اذ لا تكلفها خسائر في الارواح او الممتلكات وتحقق لها ارباحاً تفوق الارباح من اي تجارة أخرى ، ولعل الحروب المستعرة الآن في عالمنا العربي اقوى مثال على ذلك، وقد قرأت مؤخراً مقالاً في صحيفة بريطانية ينتقد بعض الدول التي تتشدد في استقبال اللاجئين من حروب الشرق الاوسط حتى لا تضطر للانفاق عليهم (كذا) وهي نفسها التي ازدهر اقتصادها بسببهم !

وبعد.. فالبشرية لن تنسى أكبر واطول واخطر حرب باردة عاشتها في القرن الماضي حين كان الرعب النووي يخيم على كرتنا الارضية وكاد أن ينفجر بين القوتين العظميين، وكان لحركة انصار السلام العالمي شرف المساهمة في درء ذلك الخطر وكيف أنسى أنني في مطلع شبابي كنت في صفوفها ؟!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF