ما رفعه الأردنيون في مختلف محافظات المملكة من شعارات وما رددوه من هتافات هو في حقيقة الأمر ما تجيش به صدورهم وما هي عليه قلوبهم وما هم على قناعة به ولهذا كانوا في غاية الغضب وهم يحملون على الارهاب والارهابيين وخطابهم الظلامي الذي يسيء الى الاسلام وصورته السمحة كدين محبة وسلام وحوار واعتراف بالآخر بعيداً عن التعصب والغلو والتطرف، واحترام الحياة الانسانية ورفض كل ممارسات وارتكابات خارجة على مألوف الدين والتقاليد والاعراف.
ولعل ما حفلت به خطبة يوم الجمعة يوم امس في مختلف مساجد المملكة كذلك في اقامة صلاة الغائب على ارواح شهداء العمليات الارهابية في الكرك من قوات الأمن العام والدرك والمدنيين من المواطنين، قد اكدت في جملة ما اكدت عليه اننا في الأردن اسرة واحدة متماسكة لا يُرهبها ارهاب ولا يفت في عضدها عمل ارهابي جبان تقوم به عصابات خوارج العصر بهدف المسّ بأمننا الوطني او زعزعة استقرارنا والصورة الزاهية التي هي عليها مملكتنا، إلاّ انهم اكتشفوا انهم انما يحاولون عبثاً وان حصيلة اعمالهم الاجرامية لن تكون سوى الخيبة والخسران وزيادة اصرارنا على المضي قدماً في حربنا على الارهاب والارهابيين وملاحقتهم الى أوكارهم تمهيداً لإلحاق الهزيمة بهم ودحرهم واعتبارهم فصلاً عابراً في تاريخ بلدنا وامتنا.
ما جسدّه الأردنيون في الأسبوع الماضي كاملاً وما شاهده العالم أجمع بالصوت والصورة والبث الحي المباشر والمتابعة الملكية الحثيثة لعملية الكرك والوقفة الشعبية الشاملة المساندة والداعمة والمستعدة لبذل المزيد من الدماء من اجل الأردن الوطن والشعب والقيادة والرسالة الوطنية والقومية، كرست في المشهد العربي الصورة الأردنية الحقيقية التي يحرص الأردنيون على ان تبقى في اذهان العرب والمسلمين بأنهم القلعة التي تتكسر عليها مؤامرات الاعداء ومحاولاتهم العابثة للمس بأمننا واستقرارنا والمحكومة بالفشل والاندحار والخسران..
الانسجام الكامل بين الشعب وقواته المسلحة واجهزته الأمنية الباسلة والقيادة الهاشمية الحكيمة والشجاعة هو عنوان المرحلة التي عبرها ويعبرها الأردن بنجاح منذ سنوات طويلة وبخاصة منذ اخذ على عاتقه مهمة مواصلة الحرب على الارهاب والدفاع عن الاسلام، دين محبة وسلام وحوار ورافض للعنف والارهاب والتطرف والغلو وهي رسالة ومهمة نبيلة، سيبقى الأردن، شعباً وقيادة هاشمية فذة، على ثقة بأنه سينجح في ايصالها الى كل ارجاء المعمورة وسيصيب نجاحاً كبيراً وعظيماً كون الارهاب خطراً يتهدد العالم أجمع والحرب هي حرب داخل الاسلام نفسه ولا بد ان ينتصر المؤمنون حملة الرسالة المحمدية الحقيقية وليس اؤلئك النفر الضال من المجرمين والقتلة والمرجفين.
